د. عامر الطائي ||
إن سيرة الإمام الحسين (ع) ليست مجرد قصة تاريخية تُروى، بل هي ملحمة عظيمة تجسد قيم الإسلام الأصيل، وتُعبر عن المبادئ التي تربط بين العبد وربه. في هذه اللحظات الحاسمة، حيث تتصارع قوى الحق والباطل، نجد في سيرة الحسين دعوةً ملحّةً لكل واحد منا ليقف في وجه الظلم، مؤكدًا على أن الفداء في سبيل الحق هو أعظم ما يمكن أن يقدمه الإنسان.
إن الإمام الحسين (ع) بعمله هذا، أراد أن يُعلمنا أن الحياة التي لا تُعاش في سبيل القيم السامية هي حياة بلا معنى. فعندما نرى كيف وقف أمام الظلم والطغيان، نُدرك أن واجبنا هو ألا نكون مجرد متفرجين، بل يجب أن نكون فاعلين، وأن نتسلح بالإيمان والإرادة.
لقد أسس الحسين مدرسة للأجيال القادمة، مدرسة تعلّمنا الصبر والثبات في وجه المحن.
إننا نرى اليوم أن الأهمّ في هذه المعركة، كما ذكرنا، هو أن نبقى محل نظر الله ولطفه. فقد منّ الله علينا بالعديد من النعم، حتى في أحلك الأوقات، وكما في سيرة الحسين، فإننا نواجه صعوباتنا بقلوب مليئة بالإيمان.
يجب أن نرى المصائب التي تُساق إلينا، لا كعقوبات، بل كاختبارات تُعزز من صلتنا بالله وتُزيد من عزيمتنا. لقد جعل الله في تلك المصائب جرعات من النعم، تُشعرنا أننا في موضع نصره.
إن الأمة بحاجة ماسة إلى استعادة قيم الحسين، تلك القيم التي تدعو إلى العدل والكرامة. علينا أن نتذكر أنه في كل معركة، في كل ظلم، هناك دروس تنتظرنا لنستفيد منها. وعندما نعيش بمبادئ الحسين، نكون بذلك قد أعدنا صياغة هويتنا الإسلامية، ورفعنا راية الحق في وجه الباطل.
فلنستمد من سيرة الإمام الحسين (ع) القوة والعزيمة، ولنجعل من قيمه نهجًا لحياتنا اليومية. لنُعلم أبناءنا أن النصر ليس في عدد الجنود، بل في قوة القلوب وثباتها على الحق. إن رد قلوبنا هي سلاحنا، وإيماننا هو درعنا، وستظل سيرة الحسين (ع) تضيء دروبنا، مُلهمةً لنا في كل المحن ، إننا نعيش في زمن يحتاج فيه العالم إلى نموذج الإمام الحسين (ع)،
نموذج يعيد البوصلة نحو القيم الإنسانية النبيلة، ويؤكد أن التضحية في سبيل الحق هي الطريق إلى الخلاص. فلنرفع أصواتنا بالحق، ولنكن جميعًا جنودًا في معركة الحق، نُضيء الدروب ونُبشر بنصر الله الذي لا محالة آتٍ.