أمين السكاقي ـ صيدا ||
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5)
الكلمة الأولى لسماحة الأمين العام الجديد الشيخ نعيم قاسم كانت موفقة وعلى مستوى تطلعات أحرار وشرفاء المنطقة ،وحتى إختيار إسم المعركة كان موفقا لأن البداية من رجال الله والنهاية عندهم أيضا ،
المعادلات التي طرحت من شهر مضى وتغيرها مع تغير الميدان لصالح المقاومة وكل الأحاديث السياسية التي تدور علنا ووراء الكواليس مرتبطة بأهم عنصر يحدد إتجاهاته وهي سواعد رجال الله ،
فهذه البقعة الجغرافية الممتدة من سواحل الناقورة غربا إلى سفوح جبل الشيخ شرقا والمعارك التي تدور على أرضها المباركة كما جاء في الآية سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) .
فكل هذا المحيط للمسجد الأقصى هو أراض مباركة ولذلك أحداثها تكون مؤثرة في المنطقة وعلى مستوى العالم ،
المفاوضات وتبادل الرأي السياسي والإقتراحات من عدة عواصم كواشنطن وباريس والدوحة والقاهرة وتل أبيب المغصوبة وبيروت كلها تقف على حافة الإلتحام الذي بدأ منذ شهر تقريبا ولكن بنظرة أو أوهام أراد العدو ومن ورائه تسويقها على أنها حقيقة والمفاوضة على أساسها ولكن ببدأء المعركة البرية بدأت الصورة تتوضح شيئا فشيئا فأولي البأس ثابتون في الميدان وهم يواجهون بكل شجاعة وحرفية محاولات العدو الفاشلة للتقدم إلى الداخل اللبناني بل ويكبدونه الخسائر وهي خسائر لم يعتد عليها الجيش الإسرائيلي أو بيئته .
فمن ظن منذ شهر وبنى حساباته على هذا الأساس أن المقاومة قد أفل نجمها تغيرت حساباته وأسقط في يده بعد أيام من بداية العدوان على لبنان عامة والجنوب خاصة فالرصاص والقذائف والعبوات وتحمل القصف الجوي حتى إذا إنقضى إنقض مجاهدي المقاومة على العدو وتحشداته وإرسال الصواريخ والمسيرات إلى الشمال الفلسطيني وبدل أن يعيد العدو مستوطنيه إلى مستوطناتهم تزايدت أعدادهم لديه في الداخل الاسرائيلي ،
لذلك من يحدد كل هذه الحركة الدبلوماسية وطرح نقاط للحل أو القيام بالمبادرات عليه أن يأخذ بالدرجة الأولى بما يدور في الميدان ولذلك أستطاعت المقاومة أن تضع بين يدي الرئيس بري أوراق تفاوض قوية مبنية على وقائع الميدان وكما قال الشهيد الأسمى أنظروا إلى الميدان فهو الفيصل .
من يتوقف عند الحسابات والأوراق المتبادلةوالنظر إلى المعركة من بعيد ومحاولةفرض واقع جديد عليه أن يأخذ العبر من التاريخ وهذا أبوتمام يؤكد مقالتنا السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ ،
فالقوي والذي يفرض شروطه في غرف المفاوضات هو القوي والمتحكم في الميدان ،
ما هي الحلول بالنسبة للكيان وحلفائه فقد إرتقوا مرتقا صعبا بناء على حسابات خاطئة أو ظنهم بحزب الله ظنهم بأنفسهم إذا ما حصل معهم ما حصل مع الحزب وبناء على ذلك صعدوا إلى الشجرة وبدأوا بالكلام عن شرق أوسط جديد كان دفن مع كونداليزا رايس فأعادوا إحيائه بنشوة المنتصر حتى أن أحد الوزراء في حكومة الكيان أخذه الغرور وبدأ بالكلام عن إسرائيل الكبرى والغبي الذي يحلم بإسرائيل الكبرى ألا يرى أن جنوده بكل ما يملك الجيش الصهيوني من ترسانة أميركية وأوروبية عاجز عن التقدم أو أحتلال العديسة ومارون الراس ويارون والخيام فلا رحم الله إمرأ عرف حده فوقف عنده وهناك مثال شعبى لدى اللبنانيين يقول (حملوه عنزة ….
فقال وهو يتلوى هاتوا أختها) .
وهنا كان للداخل اللبناني نصيبه إذ بدأ البعض يتكلم عن ١٥٥٩ والبعض عن نزع سلاح المقاومة وهي لا زالت تقارع العدو والبعض من من لديهم عاطفة يتكلمون عن إحتضان الحزب بعد فقده لكل شيء والحمدلله ففي المحن تستطيع حقا أن تعرف من هم حلفائك..!
مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)
أما العربان المقطوعة أصواتهم وكأنه أصابهم العمي والخرس والطرش طوال عام وشهر على ما يحصل في غزة فهم لا يرون أو يشاهدون أو بسمعون عويل الثكالى وبكاء الأطفال والإستنجاد من أهل غزة ولكنهم للأمانة لم يقصروا معنا فالمساعدات لا تنفك تحط طائراتها في مطار بيروت ،
أما الجزء الخاص من خطاب الأمين العام بأن قدموا لنا السلاح فهذا الجزأ من الخطاب بالطبع لم يسمعوه .
هل سيكون الحل كاملا بمعنى كما هي وحدة الساحات سيكون وقف إطلاق النار شاملا أم أن الكيان والأميركي يريد أن يجزأه ،في خطابه الأول كأمين عام أوضح الشيخ نعيم قاسم بأننا وخلافا للسابق لم نعد مستعجلين على وقف إطلاق النار فما حصل قد حصل
(وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
بالنسبة لنا فأننا نعيش الحروب منذ تأسس بلدنا وكنا دائما ما ندفع ضريبة الدماء ولكن دون مقابل أما اليوم فشهداءنا والدمار الذي لحق بنا يجلب لنا الكرامة والعزة والحرية وحقنا المسلوب فلا بأس ببضعة أسابيع أخرى ولنرى كم سيتحمل الكيان قبل أن يبدأ بالعويل وعلى نفسها جنت براقش وهذه قصة براقش لأنها تذكرني بالكيان يقال أن براقش كانت كلبة،
وقد أغار قوم على قومها، فنبحت، فنبهت قومها، فقاموا، وذهبوا إلى مغارة؛ ليختبوا فيها، وعندما جاء اللصوص أخذوا يبحثون عن أهل القرية، ولم يجدوا أحد، وعندما هموا بالانصراف نبحت الكلبة براقش، فانتبه لها اللصوص، فقتلوها ولهذا يقال جنت على نفسها براقش .