سمير السعد ||
في مشهد يحمل في طياته رسالة قوية، تعمد الحزب إعلان شهادة السيد الشهيد السعيد ” هاشم صفي الدين ” في وقت رفع الأذان، وذلك لتوجيه رسالة واضحة إلى العدو مفادها أن بقاءهم مرتبط ببقاء هذا النداء الإلهي للصلاة. خطوة تجمع بين الرمزية الدينية والصمود السياسي،
حيث يعبر الأذان عن تمسك الشعب بجذوره الدينية وثقافته العريقة، بينما يشير اختيار هذا التوقيت لإعلان الشهادة إلى استمرار التحدي والعزيمة في مواجهة التهديدات والعدوان.
يعكس هذا التوقيت بعناية قوة الإرادة والروح المتجذرة في النضال، حيث يبقى النداء للصلاة رمزا للثبات والمقاومة، ويصبح الأذان في هذه اللحظة أكثر من مجرد دعوة للصلاة، بل دعوة للبقاء والصمود. في وجه التحديات، يرسل الحزب من خلال هذا الإعلان رسالة واضحة بأن الشعب سيظل باقياً رغم كل المحاولات للنيل من عزيمته.
يتجاوز إعلان الشهادة وقت الأذان الأبعاد التقليدية لأي حدث سياسي أو ديني، ليحمل في طياته معنى أعمق وأوسع. فالأذان، باعتباره نداءً روحانيًا يستدعي المسلمين إلى الصلاة، يمثل حالة من التواصل المستمر مع الله وتجديد الولاء للإيمان. وعندما يأتي إعلان الشهادة في هذا التوقيت، فإنه يوصل رسالة رمزية للعدو: أن العزم مستمد من قوة الإيمان، وأن بقاء الشعب ومقاومته مرتبطان بهذا الارتباط الوثيق مع المعتقدات الدينية.
إن اختيار هذه اللحظة بالذات لإعلان الشهادة لا يخلو من دقة في توجيه الرسائل السياسية. في عالم يحيط به الصراعات والتحديات، يصبح التمسك بالقيم والرموز الدينية وسيلة لمواجهة التحديات المادية والمعنوية على حد سواء. يُظهر الحزب بهذا الفعل أن جذور المقاومة ليست قائمة فقط على القوة العسكرية أو السياسية، بل على قيم إيمانية وروحية تستمد منها الشعوب قوتها في أشد لحظات ضعفها.
كما أن هذه الخطوة تُعد بمثابة تأكيد على أن العدو، مهما حاول فرض سلطته أو نفوذه، لن يستطيع طمس الهوية أو نزع الإيمان من القلوب. فكما يبقى الأذان يُرفع من على المآذن في كل أوقات التحدي، كذلك سيبقى الشعب ثابتًا، حاضرًا في المشهد، متحديًا كل محاولات الطمس أو الإلغاء.
إعلان الشهادة في هذا الوقت يتخطى حدود اللحظة ليصبح رمزًا خالدًا في ذاكرة المقاومة، حيث يتماهى الصوت الذي ينادي للصلاة مع إعلان التضحية والصمود. في تلك اللحظات الحرجة، يختلط النداء الرباني مع تضحيات الأبطال، ليُؤكد أن المعركة ليست مجرد مواجهة سياسية أو عسكرية، بل هي أيضًا معركة هوية وثقافة وإيمان.
يمثل هذا الفعل أيضًا تجسيدًا للثبات، فالأذان الذي يُرفع في أوقات السلم والحرب على حد سواء، لا يتغير مهما تغيرت الظروف أو تعقدت التحديات. ومن خلال اختيار الحزب لهذا التوقيت، يبدو وكأنه يبعث برسالة مفادها أن الروح التي تقف خلف المقاومة لا يمكن قهرها أو إخمادها. فكما أن الأذان مستمر، كذلك يستمر الكفاح حتى في أحلك الظروف.
وعلى الجانب الآخر، يتلقى العدو هذه الرسالة بوضوح، حيث يُدرك أن مواجهته ليست مجرد مواجهة لقوة مادية، بل لمجتمع متجذر في إيمانه وثقافته، قادر على تحويل كل لحظة إلى تحدٍ. في مواجهة قوى تحاول إضعاف الإرادة، يُظهر الحزب أن استمراره نابع من قوة هذا الترابط بين الروح والجسد، بين المعتقدات والواقع، وأنه حتى في لحظات الألم والفقد، يظل هذا المجتمع راسخًا في هويته، غير قابل للكسر.
في الختام يتضح في هذه الرسالة الكبيرة: “نحن باقون”، بقاء لا يعتمد فقط على القوة العسكرية أو الدعم السياسي، بل على ما هو أعمق وأقوى، على جذور تمتد في الأرض والتاريخ، وعلى صوت يستمر في النداء، يربط السماء بالأرض في كل لحظة تحدٍ وصمود.