هل مات سيد حسن؟!

مازن الولائي ||

 

لا أريد التشكيك في قضية استشهاده لاربك القارئ فقد مضى هذا الجندي الوفي والموفق والمسدد بقوافل جده أبي عبد الله الحسين عليه السلام ولا شك في ذلك..

 

إنما أقصد هل الموت وارتحال الجسد وسكناه تحت التراب وضع حدا لتلك الحياة المشعة ليلها والنهار كما أي فرد منا حين يحين وقت وفاته! حيث لا يحتاج كثيرا من الوقت لتمحى ملامحنا من على ذاكره العقول ورسوم وجوهنا والمعاني من العيون، والقبر تقل زياراته كلما مر الوقت وتكاثرت السني،

 

وهذا هو الموت الغالب والطبيعي لمن أنهى تلك الحياة بقليل العطاء المخلد كما هو خلود مثل سيد حسن نصر الله الذي قضى نحب الجسد لتبدأ حياة الروح ونورها المضيء يوم كان مصدرا للهداية والوعي والبصيرة وجميل تكليف صبر عليه وثابر من أجله لتختلط تلك الروح الراقية مع كل من عشقها وفهمها ووثق بها،

 

ولأجل ذلك مغرموه ومريدوه حتى منهم من عاين الجسد لا يريد تصديق أنه راحل بلا عودة الجسد، وركن في خفايا النفس ينتظر حلول معجزة في قضية هذا الولي والعبد الصالح الذي لم يكمل المشوار من الناحية المادية لتفسيرات كثيرة! نحن غير مستحقين، أو نحن غير مدركين لمثل وجوده، أو هناك من قصّر في طول بقائه! أو غير ذلك الكثير مما يقال.

 

المهم مثل ذا الولي الناصح والعارف العملي الصادق الموت الذي ينتظرنا حتى يمحو لنا ذكرنا لن ينتظره، ولن يجري عليه ما يجري علينا، بل ينتظره مزارا وضريحا وركن شكاية واستراحة الأرواح المتعبة لتأخذ من جمال طلته وهدوء جوارحه والجوانح اثيرا يمدنا بالطاقة لنمضي على طريق عفافه وتدينه وولائه وحنانه وصفات وسمات جعلت من الموت خجلا أنه تجرأ يوما ليخفيها..

 

“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”

مقال آخر دمتم بنصر قادم ..

شاهد أيضاً

السوداني يفتتح (عبر دائرة تلفزيونية) 790 مدرسة نموذجية في عموم المحافظات

افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، (عبر دائرة تلفزيونية) 790 مدرسة نموذجية في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *