وزارة البيئة تكشف سببين لتصاعد التلوث في سماء بغداد

أكد مستشار وزارة البيئة عامر جابر العطا، اليوم الخميس، أن هناك سببين وراء تصاعد التلوث في أجواء العاصمة بغداد.

وقال العطا في حديث متلفز تابعته “الغدير”، إنه “بالنسبة للوضع البيئي وموضوع تلوث الهواء في بغداد، هناك ارتفاع في نسب تراكيز PM2.5 الجسيمات الدقائق فضلا عن أن سبب الأدخنة خلال الأيام السابقة في سماء بغداد يتمثل بسببين رئيسيين الأول هو حرائق النفايات في المطامر العشوائية المنتشرة في مناطق شرق بغداد، وثانيا بسبب الحالة الجوية التي مرت بها بغداد خلال الشهر الجاري وهي الانفيرجين بحيث أن طبقة الهواء الباردة تكون قريبة من سطح الأرض، وتمنع الملوثات من الانتشار إلى أعلى الأتموسفير”.

وأضاف، أن “بسبب ذلك تركزت الملوثات بشكل قريب من سطح الأرض بوجود الحرائق وكذلك عدد من معامل غير حاصلة على الموافقات البيئية أو المخالفة للتعليمات النافذة، كذلك موضوع أفران صهر المعادن غير مجازة بيئيا والمخالفة، حيث أدى هذا إلى تراكم الملوثات وحالة الانفيرجين أدت إلى تكرار هذه العملية وشدتها”.

وأشار إلى أن “الإجراءات تمثلت بشقين، الشق الأول هي التوصيات العاجلة الآنية، والشق الثاني التوصيات على المدى المتوسط وليس البعيد”، مبينا أنه “بالنسبة لتوصيات توزعت لعدة وزارات وزارة البيئة ووزارة الداخلية وأمانة بغداد ووزارة النفط”.

وتابع، أن “بعض الإجراءات والتوصيات العاجلة شملت منع حرق النفايات في المطامر ومنع دخول العابثين إلى تلك المطامر وتكليف القوات الأمنية بحماية هذه الأماكن، أيضا تمثلت في إجراء حملة أمنية لمعرفة المعامل غير مجازة وإيقاف أعمالها وكذلك المعامل المخالفة خاصة معامل الطابوق والإسفلت المؤكسد”.

وواصل، أن “الحملة الأمنية أيضاً شملت أفران الصهر ومنعها من مزاولة هذا النشاط غير آمن بيئياً، أما بالنسبة إلى مواضيع وزارة البيئة في تحديث الأجهزة وأنظمة الرصد ومحطات رقابة نوعية الهواء، فإن هناك نوعين من رقابة نوعية الهواء المحيط الذي تمثل الهواء الذي يستنشقه المواطنون، ونوعية مراقبة الانبعاثات وتقييمها هل هي ضمن المحددات الوطنية أو متجاوزة للمحددات الوطنية”.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك بعض التوصيات التي خرجت إلى وزارة النفط أيضاً بتحسين نوعية الوقود وتزويد معامل الطابوق بالـ LPG بدلاً من النفط الأسود أو النفط الثقيل Heavy Fuel Oil، بحيث تكون الانبعاثات أقل وقوداً وأنظف بيئياً، بحسب العطا.

وزاد أنه “بالنسبة لأمانة بغداد كانت التوصيات الإسراع في مشروع Waste-to-Energy في هيئة الاستثمار لأجل تحويل 3000 طن من النفايات إلى طاقة كهربائية في جانب الرصافة، ومشروع آخر في جانب الكرخ”، مبينا أن “3000 طن من النفايات سيساهم مساهمة فعالة في تحسين نوعية الهواء وتقليل الحرارة”.

واستدرك، أن “بيئة العراق عموماً عانت لفترات طويلة ولأسباب متعددة منذ الحروب العبثية التي خاضها النظام السابق والحصار الاقتصادي والحروب على الإرهاب إذ أن كل محافظات العراق عانت، والآن جاءت مشكلة التغيير المناخي، كما أن ازدياد أعداد السكان ساهمت أيضاً في زيادة هذه المشكلة”، لافتا إلى أن “بالنسبة للبصرة المشكلة الحقيقية تتمثل في حرق الغاز المصاحب الذي يستخرج مع النفط”.

وبيّن مستشار وزارة البيئة، أن “هناك عملاً حثيثاً في وزارة النفط لغرض الاستفادة من هذا الغاز باعتباره مورداً اقتصادياً مهماً، وأيضاً التخلص من الفليرينج بحلول 2028″، مشيراً إلى أن “هذه خطة الوزارة الآن والعمل جاري عليها، بحيث أن قرابة 60% من الفلير الآن هو مستخدم (يوتالايزد)، بمعنى أننا نمضي في هذا الجانب بخصوص الاستثمار”.

العطا قال إن “هناك معاناة حقيقية في محافظة البصرة، بسبب انتشار الغازات السامة والملوثة التي تنتشر من الانبعاثات النفطية والانبعاثات الكاربونية التي تؤثر تأثيرات سلبية على صحة المواطنين والبيئة في المحافظة”.

ولفت إلى أن “مخلفات السائلة الخطرة النفط تؤثر على الأراضي هناك، إذ أن التربة والمياه الجوفية تحتاج جميعها إلى متابعة مستمرة وإجراءات أمنية شديدة”، مضيفاً أن “العمل البيئي هو عمل يتطلب تنسيقاً عالياً بين مختلف الجهات الحكومية، ولا يتعلق بوزارة البيئة فقط”.

وفي وقت سابق، وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة متخصصة لدراسة حالة التلوث وتكرار انبعاث رائحة الكبريت المنتشرة في بغداد والمحافظات المجاورة وبيان أسبابها ومعالجتها.

 

شاهد أيضاً

خلية الإعلام الأمني : مقتل أربعة إرهابيين بقصف جوي عراقي لوكر بين السليمانية وكركوك

أعلنت خلية الإعلام الأمني عن مقتل أربعة إرهابيين بقصف جوي عراقي لوكر بين محافظتي السليمانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *