النتائج الاستراتيجية لطوفان الأقصى..!

الكاتب || د. محمد العبادي

كان طوفان الأقصى طوفاناً بكل ما تعني الكلمة، وصدق المقاومون بتسميته له بهذا الإسم .

لقد قام أبناء فلسطين بطائراتهم الشراعية وأسلحتهم الخفيفة بصولة سريعة اجتازوا فيها الجدار العنصري الصهيوني، ولم تكتشفهم الكاميرات ولا الأجهزة والرقابة الحساسة واخذو الصهاينة على حين غفلة.

انتهت المعركة التي قادها فوج فلسطيني ضد العدو الصهيوني بإنتصارهم، لكن العدو الإسرائيلي لم يكن يملك قيماً أخلاقية فركب كل دنيئة، وارتكب المجازر المروعة ضد كل السكان المدنيين في غزة وماحولها.

إنّ العدو الصهيوني بعد طوفان الأقصى، كشف عن أقصى ما لديه من قوة وأفرغها على المدنيين العزل، لأنه ضعيف ويعتبر الجميع يهددون وجوده طالما لهم هوية ويعيشون بها على ظهر البسيطة .

لقد قتل العدو الصهيوني أكثر من (٤١٠٠٠) شهيداً معظمهم من النساء والأطفال، وجرح ما يزيد على ( ٩٦٠٠٠) مصاباً، فضلاً عن الشهداء والجرحى في لبنان وباقي الأراضي المحتلة، ولا تزال شهيته مفتوحة للمزيد من سفك الدماء.

لقد أطلق الكيان الصهيوني النار على نفسه، ونسف كل الشعارات المزيفة التي يدعي فيها أنه دولة مسالمة تبحث عن التطبيع وتنشر السلام الإبراهيمي، ولم يكتف هذا الكيان المحتل بأن أطلق النار على نفسه وشعاراته المزيفة؛ بل أطلق النار أيضاً على حماته الغربيين وفي مقدمتهم أمريكا.

حالياً وفي المستقبل لم يعد لشعارات الحرية وحقوق الإنسان والعدالة والتي تتشدق بها أمريكا والغرب أي معنى، وقد تهاوت تلك الشعارات مع تقطيع أوصال الاطفال والنساء في فلسطين، ولم يعد لتلك الشعارات الكاذبة مكانا بعد أن أرسلوا آلاف الأطنان من الأسلحة القاتلة للكيان الصهيوني وشاركوه بكل قطرة دم سكبت على أرض فلسطين ولبنان واليمن وسورية والعراق.

لقد انتهى زمن اطلاق شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلداننا من قبل الأمريكان والحكومات الغربية، وجاء زمن العودة إلى الذات والمراجعة الفعلية بعد أن شهدنا أن العدالة والحرية قد تهاوت وافرغت من محتواها من قبل الغربيين الذين يتحدثون بلغة التهديد والوعيد واستعراض القوة العسكرية بل واسقاط الأسلحة والنيران على الشعوب .

إنّ الكيان الصهيوني بعدوانه وقتله العشوائي للفلسطينيين واللبنانيين قد دق آخر مسمار في نعشه، لأنه لا مستقبل للأنظمة التي تؤسس لبقائها من خلال ارتكاب الجرائم، وستدفع تلك المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني ابناء المنطقة إلى استعادة حقها بمختلف الأساليب المشروعة .

في هذا الوقت، وفي وقت قادم تنجلي فيه غبرة الحرب سيتضح للجميع أن هذا الكيان اللقيط غريب عن منطقتنا وبلداننا وقد تم زرعه بشكل مقصود في منطقتنا، وأن كل مشاكل المنطقة تنطلق منه إليها، فهو يمثل القاعدة المتقدمة للمصالح الغربية الاستعمارية.

إنّ شعوب المنطقة عليها أن تقف صفاً واحداً ولو بشطر كلمة أو تظاهرة ضد الصهاينة وحلفائهم، لأنهم يسعون إلى السيطرة التدريجية على بلداننا ونهب خيراتها، والخير كل الخير في مقاومة هذا العدو المتوثب ولو بأضعف الإيمان.

شاهد أيضاً

السوداني يوجه بافتتاح مطار الموصل الدولي يوم 10 حزيران المقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *