نحن ومعركة (الصبر) مع العدو الصهيوني..!

محمود الهاشمي ||

قد تبدو اسرائيل (الكيان المؤقت ) وقد ربحت (جولةً) بتفجير جهاز الاتصال (بيجر ) واستطاعت ان تقتل العشرات من المواطنين اللبنانيين وكثير منهم داخل محلاتهم وبين أسرهم ،ولكن السؤال؛-هل تغير هذه المخططات الصهيونية من معادلة الحرب ؟

 

ان اغلب الذين أصيبوا هم من المدنيين لكن اسرائيل تعتبر ان جميع مناطق الشيعة في لبنان او دول اخرى هدفا لجيشها او لمخابراتها سواء كانوا صغارا او كبارا .

 

لا يمكن ان نخفي ان خرقا قد حدث في ملف اجهزة الاتصال سواء العادية التي تسببت باستهداف العديد من رجال المقاومة بلبنان وسوريا او الحادثة الأخيرة لاجهزة النداء اللاسلكية (بيجر)، وهي حرب مفتوحة وهذه الخروقات جميعها لاتساوي شيأً امام

ماحدث للكيان الصهيوني في السابع من تشرين وكيف تم خرق تحصيناتهم المعقدة من قبل حماس ،ثم حتى الان لم يتم تحقيق اي نصر عسكري صهيوني على كل الجبهات فيما مازالت المقاومة في الميدان وتحقق الانتصارات ومتماسكة في واقعها السياسي والاقتصادي والعسكري بينما يشهد الكيان الصهيوني تراجعا في كافة الجواب وإخباره تترى بذلك ..

 

هجوم الثأر الذي قام به حزب الله على مناطق بالأرض المحتلة (تل ابيب) اكد خرقا كبيرا بدفاعات العدو ..الصاروخ الأخير لانصار الله اليمن اكد خرقا كبيرا بدفعات العدو وحتى الدفاعات الاميركية حيث عبر الصاروخ امام بوارجهم..

 

نحن امام معركة (صبر ) طويلة ومراهنة على الزمن ،ولم يكذب رئيس وزراء العدو الصهيوني عندما قال عن معركة طوفان الأقصى (معركة وجود )!

 

وبالقدر الذي نجد فيه جبهة العدو الصهيوني متمثلة بامريكا وبعض دول الغرب ،فجبهة المقاومة واسعة ايضا ،وإلاّ لمااستطاعت ان تصمد كل هذه المدد ..

 

لم تترك امريكا وسيلة عسكرية لضرب فيتنام إلا واستخدمتها وجربت عليها كل أنواع الأسلحة وعلى مدى (٢٥)عاما لكن النتيجة ان امريكا خرجت مهزومة وهي في أوج قوتها .!

 

وخرجت امريكا من افغانستان مهزومة مثلما خرجت من العراق .

 

وإذا كانت امريكا ذاتها قد هزمت فهل ان عميلتها اسرائيل ستصمد ؟ نقول ان الولايات المتحدة لاتتحمل مثل هذه الضغوط والأزمات التي تبعد عن ارضها مسافة (١٢) الف كيلو متر وحسابات الدول الكبرى غير حساباتنا ،فهي تعمل وفق مبدأ (الربح والخسارة ) وحين سئل احد كبار المفكرين الاميركان في سبعينيات القرن الماضي (متى تزول اسرائيل ؟)اجاب (عندما تزول ظروف وجودها )..

 

واكد ايضا (عندما تدرك الدول الداعمة لاسرائيل بان الأخيرة باتت عبأً عليها )وهذا مانلمسه اليوم ان الظروف الدولية والإقليمية باتت لصالح المقاومة وان اسرائيل باتت عبأً على امريكا ودول الغرب عموما )

 

نعتقد ان جولاتنا مع العدو الصهيوني -توا -بدأت وان كسب المعركة يحتاج إلى الصبر

قال تعالى (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)

 

ان المعركة التي نخوضها مع العدو الصهيوني (طوفان الأقصى )آخر المعارك لنا مع هذا العدو الغاشم الذي احتل الأرض وارتكب المجازر ،وان الصبر على تحمل طول امد الحرب وأذاها مع هذا العدو واجب ديني ووطني وقيمي وكما أوصى الامام علي عليه السلام ابنه محمد بن الحنفية في حرب الجمل “تزول الجبال ولا تزل ،عض على ناجذك ، اعر جمجمتك، تد في الأرض قدمك ،

 

أرم ببصرك أقصى القوم وغض بصرك واعلم ان النصر من عند الله سبحانه”

العدو الصهيوني في حال من القلق على مصيره ،ويخرج كل حين الصهاينة بتظاهرات مليونية طلبا لنهاية الحرب وليس لإطلاق سراح الاسرى كما يشاع ،فالمناطق التي يسكنها الصهاينة صغيرة ولاتتعدى مساحة ال (٢٠)الف كيلو متر مربع ،وقد حشروا تسعة ملايين صهيوني بها وان سلاح المقاومة يطالها جميعا من جميع الجهات ..

 

حتما سترد الجمهورية الإسلامية ثأراً لدم الشهيد هنية وسيرد حزب الله ثأرا لدماء الأبرياء في حادثة (البيجر ) والقلق في نفوس الأعداء وهم ينتظرون الردود ..

 

الدول التي صدّرت وتآمرت في حادثة (البيجر ) ستنال عقابها  الاقتصادي وفقدان ثقة الشعوب بمنتجاتها مثل (تايلند) وعموم الصناعات الغربية وسيذهب الناس للصناعات الأكثر طمأنة ..

شاهد أيضاً

اربعينية حسن نصر الله.. الدم ينتصر على السيف؟!

يوسف الراشد ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *