يتوجه الأحد المقبل أكثر من 12 مليون طالب وتلميذ إلى مقاعدهم الدراسية بينهم نحو مليون و200 أف تلميذ سيلتحقون في الصف الأول الابتدائي وهو أعلى رقم تسجله وزارة التربية بسبب زيادة نسب السكان في العراق.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية كريم السيد أن أكثر من 12 مليون طالب سيلتحقون هذا العام بمقاعدهم الدراسية بعد نحو أسبوع من الآن ، منبهاً إلى أن مليون و200 ألف من التلاميذ الجدد سيلتحقون بالصفوف الأولى وهو أعلى رقم تسجله وزارة التربية في هذا المجال لزيادة نسب السكان ، وهذه ظاهرة صحية لأن تسعى العوائل العراقية لإلحاق بناتهم وأولادهم بالمدارس حتى في المناطق النائية.
وحول الموعد الرسمي لبدء العام الدراسي ، قال السيد في تصريح له السبت “حسب قرار مجلس الوزراء فإن العام الدراسي سيبدأ يوم 22 أيلول القادم ، بعد تهيئة جميع مستلزمات الدراسة والأجواء من قبل وزارة التربية ، وهذا الموعد استثنائي ومبكر لأنه جرت العادة أن تبدأ الدراسة في شهر تشرين الأول مثلما جرى العام الماضي، والسبب لكسب الوقت وإنهاء الترتيبات الإدارية وتوزيع المناهج ووضع جداول الامتحانات للاستفادة من الوقت”.
واعتبر السيد أن أهم مشكلة تواجه العملية التعليمية هي أزمة الأبنية المدرسية ، مبيناً أن الأبنية المدرسية هي إحدى المشاكل الأساسية والتحدي الأكبر لوزارة التربية ، ولا يمكن أن نتحدث عن تقدم العملية التدريسية أو عن كل الإصلاحات والحلول في وزارة التربية ما لم تتوفر الأرضية المناسبة بشكل عام وأبرزها الأبنية المدرسية.
وأشار المتحدث باسم وزارة التربية إلى أن الازدياد السكاني وعدم تحديث وبناء الأبنية المدرسية في السنوات ما بين 2012 و2020 كان وراء تفاقم هذه المشكلة ، هذا التوقف قابله ازدياد في عدد الطلبة ، ففي المنطقة التي كانت تتطلب وجود مدرسة إعدادية واحدة مثلاً تحتاج اليوم 3 مدارس ، كما أن المدارس انشطرت إلى ثلاثة مدارس وبالتالي هناك ازدياد في عددها يقابله بقاء أعداد الأبنية على ما هو عليه مما أدى إلى تفاقم هذه المشكلة وتحولت إلى عبء يضغط على الطلبة والمناهج وحتى على الدروس الإبداعية لأن هناك حصاراً في الوقت بسبب الدوامات المزدوجة.
وأضاف السيد قائلاً “اليوم أصبح ملف الأبنية المدرسية هو الأهم في وزارتنا مع ذلك دارت عجلة إنجاز الأبنية مع هذه الحكومة ، فهناك مشاريع المدارس النموذجية، العقد الصيني، ومشروع الوزارة رقم 1، الذي كان متلكئاً بسبب وجود إشكالات وفساد في هذا الملف، والآن تم معالجة هذا الموضوع إدارياً ومالياً، كما أن هناك مشاريع تنمية الأقاليم بالنسبة للمحافظات ونحن في انتظار أكثر من ألف بناية مدرسية سوف تدخل للخدمة نهاية هذا العام تضاف إلى 17 ألف بناية مدرسية موجودة أصلاً وموزعة على 26 ألف إدارة مدرسية بضمنها ما يقرب من 4 آلاف مدرسة أهلية، وهذه ستكون داعماً أساسياً لأننا لسنا بحاجة إلى الأبنية المدرسية وحسب بل حتى إلى الصفوف الإضافية إذ تم بناء قاعات تدريس في المدارس في محاولة للتخلص من مشكلة اكتظاظ أعداد الطلبة داخل الصف الواحد ونبذل جهدنا للتصدي لهذا التحدي”، مستطرداً بقوله: “إن حملة الأبنية المدرسية تستهدف التخلص من الأبنية المدرسية الطينية والكرفانية، وإنهاء نظام المدارس المزدوجة والمكتظة بشكل عام، وأول محافظة تخلصت من الدوام المزدوج هي المثنى بسبب قلة عدد سكانها لكن الأزمة متفاقمة في بغداد والبصرة ونينوى وذي قار، هذه المحافظات تحتاج إلى أعداد كثيرة من المدارس”.
ونبه كريم السيد إلى أن وزارة التربية بذلت جهوداً كبيرة لتوفير الحد الممكن من المستلزمات الدراسية للعام الدراسي القادم حيث وزعت أكثر من مليون مقعد (رحلة) في عموم العراق وهناك تعاون مع الجهد الهندسي والخدمي في مكتب رئيس الوزراء لتوفير وإصلاح المقاعد وغيرها ونستطيع القول إنه سيكون هناك مقعد لكل طالب هذا العام.
وفيما يتعلق بأزمة الكتب المنهجية التي تهدد الطلبة وعوائلهم كل عام ، حيث يسعون لشرائها من شارع المتنبي أو سوق السراي، قال السيد إن أزمة توفير الكتب المدرسية انتهت تقريباً حيث بدأت مطابع وزارة التربية بالدوران لطباعة المناهج المدرسية منذ شهر حزيران الماضي كما تعاقدنا مع مطابع القطاعين العام والخاص العراقية واستطعنا توفير ما نسبته 100% للمراحل الابتدائية و90% للمراحل الثانوية، وسوف يتسلم طلبة المراحل الابتدائية الأربع كتب جديدة وبقية المراحل كتب مدورة، والكتب وصلت إلى إدارات المدارس وسوف لن يتلكأ الطلبة في متابعة المنهاج هذا العام”.
واستعرض المتحدث باسم وزارة التربية مشاريع الوزارة المشجعة بمواصلة الدراسة مثل التغذية المدرسية والمنحة الدراسية لأبناء العوائل المتعففة وتشجيع الطلبة المتسربين للعودة إلى مقاعد الدراسة وتسهيل قبول واستقبال طلبة العوائل النازحة والعائدين إلى مناطقهم ، وهناك مشاريع نتعاون خلالها مع المنظمات الدولية ، كل هذه المشاريع تهدف إلى جعل المدرسة بيئة جاذبة ومنع التسرب وكلنا يعرف أن التعليم في العراق تعرض لاهتزازات ونكسات واليوم نعمل لإعادة الأمور إلى طبيعتها والتقدم إلى أمام.
انتهى