يتذمر معظم الصغار غالبًا، إلا أن التذمر المستمر قد يصبح أمرًا مزعجًا مع مرور الوقت، لكن من خلال معرفة أسباب سلوكهم هذا وتعليمهم كيفية التواصل بنجاح أكبر، يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على التوقف عن التذمر.
لماذا يتذمر بعض الأطفال في كثير من الأحيان؟
وفق صحيفة “تايمز أوف إنديا”، عادة ما يبدأ الأطفال في التذمر عندما لا يحصلون على ما يريدون، يشعر غالبية الأطفال بالغرور بسبب اهتمام والديهم بهم، لذا يجدون صعوبة في فهم عدم تلبية احتياجاتهم دائمًا، كما أنهم غير قادرين على التمييز بين الاحتياجات والرغبات. لذا يبدأون هنا بالتذمر، خاصة إذا نجحوا سابقًا في تحقيق ما يريدون.
يعد عدم قدرة الأطفال على الكلام للتعبير عن احتياجاتهم وإحباطاتهم سببًا آخر للتذمر. حتى مع زيادة الكلام، لا يمتلك الأطفال الصغار، في كثير من الأحيان، المفردات اللازمة للتعبير عن المشاعر أو الأشياء التي يريدونها.
يتذمر الأطفال الصغار أيضًا عندما لا يتمكنون من القيام بشيء ما بأنفسهم. على الرغم من أنهم يرغبون في الاستقلالية، إلا أنهم ما زالوا بحاجة إلى مساعدة الوالدين في مهام معينة، فعدم قدرة الأطفال على أداء مهامهم بأنفسهم يزيد من تذمرهم.
عندما يشعر الأطفال بالتعب أو المرض، قد يتذمرون بسبب ذلك، فالإحباطات أو المضايقات البسيطة يمكن أن تجعلهم عصبيين، مما يؤدي إلى التذمر.
يتعلم الأطفال السلوكيات عن طريق التقليد، لذلك قد يبدأون في التذمر إذا رأوا الآخرين من حولهم يفعلون ذلك، ويمكن أن يشمل ذلك الأشقاء أو الأصدقاء الذين يظهرون سلوكيات مماثلة.
ولمعالجة التذمر، هناك عدة طرق يمكن للوالدين اتباعها، تخلصهم من هذه العادة:
مساعدتهم في إيصال مشاعرهم
يمكن للوالدين تشجيع أطفالهم على استخدام الكلمات لطلب الأشياء بشكل مناسب. على سبيل المثال، بعض العبارات الموحية تساعد، مثل: “هل أنت جائع؟ هل تريد الطعام؟ قل لي “أريد بعض الطعام من فضلك”. إذا رفض الطفل أو غضب، فمن المهم عدم الإصرار على تكرار الكلمات، خاصة إذا كان في بداية الحديث.
مساعدتهم في تنفيس مشاعرهم
يجب على الآباء مساعدة أطفالهم في التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، مثل: “أستطيع أن أرى أنك منزعج. هل تريد التحدث عن ذلك؟”، أو “أعتقد أنك تحاول أن تخبرني بشيء ما، لكنك تتذمر. هل ستحاول أن تخبرني ما الأمر؟”، يمكن تشجيع الأطفال الصغار على التعبير عن مشاعرهم بدلاً من التذمر.
ابقَ هادئًا
عندما يتذمر طفلك، من المهم أن تظل هادئًا. يمكن للوالدين محاولة تهدئة الطفل الصغير الذي يبدو متوترًا من خلال احتضانه أو فرك ظهره. عندما يكون الطفل مريضًا أو مرهقًا، تجب تهدئته ومساعدته على النوم.
قد يحتاج الأطفال في بعض الأحيان إلى المساعدة في تغيير تركيزهم إلى شيء آخر لأنهم قد لا يعرفون كيفية التوقف عن التذمر من تلقاء أنفسهم، لكن لا ينبغي عليك القيام بذلك حتى تحدد سبب تذمرهم في البداية.
امتدح طفلك
يمكنك الحد من تذمر طفلك، عن طريق مدحه، باستخدام الكلمات المناسبة، مثل: “أنا أحب الطريقة التي طلبت بها ما تريد، من الأسهل بالنسبة لي أن أفهم ما تريد عندما تسأل بلطف”، وهذا يمكن أن يشجعهم على السلوك الجيد.
تواصل باهتمام
يعدّ الإنصات إلى طفلك عندما يتحدث بصوت عادي أمرًا ضروريًا، إن تجاهلهم عندما يسألون بلطف قد يدفعهم إلى التذمر من أجل الحصول على الاهتمام. وبدلاً من ذلك، يجب على الآباء توضيح ما إذا كانوا مشغولين ويؤكدون للطفل أنهم مهتمون بمجرد أن يكونوا متفرغين.
قضاء وقت ممتع معهم
يمكن أيضًا تجنب التذمر من خلال قضاء وقت ممتع مع الطفل، إن اللعب أو التحدث أو الرسم أو القراءة بصوت عالٍ مع الطفل كل ذلك يضمن تلبية احتياجات انتباهه بالفعل.
يجب على الوالدين ملاحظة المواقف التي من المحتمل أن تجعل طفلهم يتذمر. إن التعرف على الأسباب يمكن أن يساعد في تعديل ردود أفعالهم للحد من هذا السلوك.