إيران والإعلام…!

كندي الزهيري ||

من المتعارف عليه والمسلم له ، أن توجه أي منصة إعلامية محكومة بسياسات حكومية، أو سياسات من يديرها، هذه السياسات تحدد هدف المنصة الإعلامية (القنوات وغيرها)، بما يتناسب مع رؤية حكومية أو المالك. اليوم أصبح الإعلام سلاحًا فتاكًا، ولا نبالغ إذا قلنا إنه أشد من أقوى القنابل الذرية، لا توجد قِوَى في العالم تستطيع مجاراة الإعلام في وقتنا الحاضر. المنطقة والعالم بأسره يمر بصراعات معقدة، التضليل هو سيد الساحة ، من يستطيع أن يضلل أكثر سينتصر، وهنا تبرز حاجة الإعلام ، والذين يظهرون على شاشات التلفاز. ليس دفاعًا عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا تحتاج من يدافع عنها، إيران دولة لها أهدافها وخططها الستراتيجية، ومؤسساتها تنموا بشكل جيد ، إذما نظرنا إلى حجم الحصار المفروض من دول الغرب، بأمر أمريكا على المؤسسات والشعب الإيراني، بالرغْم ذلك إيران تصنع وتخطط وتنفذ وتتطور في كل يوم.

نحن ليس لنا أي مصلحة إذما ذكرنا إيران، لكن للحق نقول، حين ظهور بعض “مُرْتَزِقَة الإعلام” على الشاشات العربية، يصفون تضليلًا ومجاملة لتلك القنوات، من أجل حفنة من المال السحت، الذي يتقاضونه مقابل (كمْ من الكلام الكاذب)، يتم ترويجه خدمة لسياسة الحكومة الراعية لتلك القنوات أو للمالك، بأن إيران؛ دولة فاشلة لا مستقبل لها، ضعيفة ومفككة من الداخل، ليس لها أي قوة عسكرية أو اقتصادية أو سياسية، اجتماعيًا دولة ممزقة، إلى أخره، كما أسلفنا بأن هذا الكلام يفهم منه، إنه يجب أن تقزم إيران إعلاميًا، في المقابل تحويل الكيان الصهيوني من إرهابيين إلى دعاة للسلام ودولة ذات تاريخ وإمكانات و منفتحة، ووو إلى آخر، مما يقال من الكذب…

 

الهدف تصغير دور إيران في مجريات الأحداث، والتغيرات العالمية… إذا كان ذلك صحيحًا وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دولة ضعيفة ومفككة وليس لها أي قوة في المنطقة والعالم، إذًا لماذا الأساطيل والبوارج الأمريكية والقواعد تحاصر إيران منذ ما يزيد عن أربعين عامًا!، وإذا كان قولكم بأن إيران لا تمتلك سياسة واستراتيجية ، لماذا يرضخ الغرب ويجلس معها من أجل التفاوض! ، وإذا كانت إيران لا تمتلك مؤسسات قوية وفاعلة، لما فرض عليها الحصار وعقوبات على تلك المؤسسات ! ، وإذا كانت إيران ليس لها أي دور في المنطقة ، لماذا يتفاوضون مع إيران من أجل التوصل لحل مع قِوَى المقاومة ، التي هي حرة في خياراتها! وغيرها الكثير …

 

وأهم من كل ذلك إذا كان الكيان الصهيوني، كما تقولون قويًا ومتماسكًا، وإيران ضعيفة ومفككة، لما يخشون غضب إيران عليهم!، ولماذا ، يتوسلون لها ، لكي لا تبطش بكيانهم الإرهابي!… السؤال المهم ” للأعلام العربي ؛ لو افترضنا بأن دولة من دول العربية، التي تعطي المال للغرب من أجل حمايتها ، تعرضت إلى جزء بسيط مما تتعرض له إيران ، كيف سيكون حالها وحال شعبها ؟ ” إيران حولت الحصار فرصة للتطور ، ولم يكن ذلك لولا تدالتماسك الداخلي والتخطيط الواعي .

 

النتيجة مهما قلتم وفعلتم، عبر إعلامكم المرتزق ، لا يوجد أحد في المنطقة يصدق قولكم، وأن فعل فمجاملة وخوفًا، لكون المجتمعات العربية، ولا سيما الخليجية واقعة تحت حكم همجي، هدفه إرضاء الكيان الصهيوني وأمريكا والغرب، على حساب شعوبهم التي لا تصدق أقوالهم ومواقفهم. بالمختصر أن الذي يطلق تلك الأكاذيب، يعلم بقرارات نفسه بأنها غير حقيقية… إيران اليوم تمثل قطبًا صاعدًا من أقطاب العالم، وصمود إيران في وجه تلك المؤامرات الخارجية والداخلية، يؤكد بأن المستقبل المنطقة يرسم بأيد إيرانية…

 

أفضل للدول العربية، الكف عن التهريج في الإعلام، إن كان فيهم من أولي الألباب، أن يذهبوا و يوطدوا العلاقات مع إيران، وتجنيب شعوب المنطقة بالوقوع بصراع، رسم من قبل الغرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وضد شعوب المنطقة، إذا حدثت تلك “الحرب” فالمنتصر فيها خاسر، والمنتصر الوحيد هو الدخيل الغربي الأمريكي وسرطانهم الإرهابي الصهيوني، من ذلك يتضح أن ، بث السموم في الإعلام ليست من مصلحة شعوب المنطقة، الحل يكمن في التصالح بين الشعوب، وحكم المنطقة من قبل أهلها، لا يكون ذلك حتى تتخلص تلك الشعوب من يد الغرب وأمريكا، التي تستنزف دول العربية من خلال صنع عدو وهمي لهم.

شاهد أيضاً

غوارديولا يؤكّد أن هالاند ليس المسؤول الوحيد عن انهيار سيتي

أكّد الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، أن المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند ليس المسؤول الوحيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *