قاسم الغراوي ||
ليس غريبا ان نتابع من على شاشة التلفاز نشاط الهيئات الدبلوماسية الاجنبية ممن هم بدرجة سفير بحرية تامة دون ضوابط ودون مراعات للاعراف والتقاليد الدبلوماسية والتزاماً بسيادة البلد .
فترى هنا السفيرة الامريكية تلتقي في زيارة لمنتدى او شارع المتنبي او شيوخ عشار وتتابع التفاصيل وتناقش الواقع السياسي معهم وتتدخل علناً بل وتنتقد تصويت البرلمان العراقي لاصدار بعض التشريعات ولن تخفي ذلك جهارا نهارا .
واما السفير البريطاني فحدث ولاحرج يتجول (براحته) وبلغة عربية فصيحة يتحدث مع عامة الناس ويجري حوارات في مقهى البيروتي وشارع المتنبي واسواق ومنتديات وعقد مؤتمرات شبابية والقاء محاضرات كما زار بعض الجامعات واماكن اخرى .
لا اعرف لماذا تسمح الحكومة بتحرك مثل هذه الشخصيات الممثله لدولها بحرية متجاوزة الاعراف والتقاليد الدولية وبدون تنسيق او موافقة وهل هذه التحركات لاتثير الريبة والشك وهي تحاول ظاهراً تتقرب من المجتمع العراقي لكنها من جانب اخر تحاول ان تصل لمبتغاها مستغلة طيبة الناس وبساطتها وسذاجتها احيانا للحصول على المعلومات من جهة وتسخيرها لحساباتهم الخبيثة من جهة اخرى .
دون التنسيق المسبق مع الجهات العراقية المختصة. هذه التحركات أثارت استياء واسع بين العراقيين، حيث اعتبرها الكثيرون انتهاكاً واضحاً للسيادة العراقية، وتجاوزاً غير مقبول للأعراف الدبلوماسية.
ولم يقتصر تدخل السفير البريطاني على الجانب الأكاديمي، بل أثار أيضاً استياءً واسعاً بتصريحاته حول “حنين العراقيين للوجود اليهودي في البلد”. هذه التصريحات قوبلت بانتقادات حادة من قبل العراقيين الذين اعتبروها محاولة لإعادة تشكيل الوعي الجمعي للمجتمع العراقي وفقاً لرؤى خارجية.
هذا النوع من التصريحات يزيد من تعقيد المشهد العراقي ويضع الحكومة تحت ضغط شعبي كبير للتحرك لحماية السيادة الوطنية.
شهد العراق زيادة واضحة في التدخلات الخارجية التي لم تقتصر على السفارة الأمريكية وحدها، بل شملت جميع السفارات الكبرى في البلاد وهي ليست مجرد هواجس أو تكهنات، بل تحول إلى واقع ملموس يثير قلقاً واسعاً بين الأوساط السياسية والشعبية،
فمتى تتخذ الحكومة موقفاً واضحاً تجاه هذه التصرفات التي تمس الشان الداخلي العراقي خارج السياقات والاعراف الدبلوماسية ؟.