تغييب المشروع الفكري لرسول الله قتل بعمد..!

الشيخ محمد الربيعي ||

لايخفى أن الرسول (ص) جاء للبشرية بمشروع فكري روحي منشجم ومتكامل وقد حمل هذا المشروع المؤمنون به حقا، وكان على راسهم أمير المؤمنين علي(ع)، والأئمة الهداة من بعده ، ومن سار على هديهم ونهجهم من الصحابة والتابعين…

 

بيد أن السلطة التي حكمت المجتمع الاسلامي بعد وفاة الرسول الاكرم (ص) أهملت المشروع الفكري بالكلية، وحل محله المشروع العكسري التوسعي، فكان التوجه العام للسلطة هو زيادة الموارد المالية للدولة، والاستحواذ على الممتلكات والمقاطعات، من دون أن يكون الى جانب ذلك أهتمام بالرؤية الفكرية العقدية للمجتمع، إلا بمقدار مايحقق شعار العام للاسلام، وقد سعى الامام علي (ع) إبان فترة حكمه القصيرة الى استعادة مكانته المجتمع الاسلامي لسابق عهده أيام رسول الله (ص) فبعد أن وأد الفتنة في حروبه الثلاث أعطى مساحة واسعة للاهتمام بالناحية الفكرية والعبادية، وترسيخ المفاهيم والقيم السلامية، وهذا واضح لكل من يقرا خطبة (ع) في نهج البلاغه ، غير أن أصحاب المشروع السلطوي العسكري لم يمهلوه، فكانت النتيجة اغتياله في محراب صلاته ليقضي شهيدا لانه وارث الحقيقة للخط الثقافي المحمدي الاصيل.

 

وقد استمر تغييب المشروع الفكري لرسول الله ( ص ) ، وتهميشه الى يومنا هذا ، وبالرغم من الجهود العظيمة التي بذلها أئمة الهدى ( ع ) وعلماء الاسلام المخلصين في سبيل استعادته وإحيائه في عقول الأمة ، بيد أن قمع السلطات الحاكمة لكل من يدعوة الى الحق ، و اتهامات اعدت مسبقا للقضاء على اي حركة كانت ، مضافا التشويش الذي اعتمدته أجهزتها من خلال قنواتها الاعلامية و القنوات القمعية بكافة اشكال الاجهزة المعادية للحق واهل الحق ، جعل من المجتمع الاسلامي يعاني حالة تقهقر فكري رهيب ، يصاحب انحدار سحيق في مجالات السلوكية كافة ، وتداعيات للقيم والمعاني الخيرة في الامة.

 

ومن هنا حتى نكرم نبينا ونحصل على شفاعته ورضا الله باسوته الحسنة تطلب منا وضع خطط في انشاء مؤسسات ذات هيكلية متماسكة ، من كوادر علمية متخصصة بالعقيدة بكل مجالاتها وكوادر ادارية واعلامية تقع على مسؤوليتها تهيئة متطلبات العمل العلمي ومستلزمات إخراجه بالشكل مناسب وتسويقه ضمن خطط مدروسة.

 

يجب حتى نبقي الحياة الى الاسلام والى رسالة رسوله (ص) ان نهتم بالجانب التعليم الديني الذي ينبغي ان يكون هو طريق البناء شخصية المتعلم وتحديد مساراته السلوكية وترسيخ القيم الحقة، هو يعاني الان من الأهمال بصورة المضاعفة فليس هناك منهج ولاخطة واضحة ليكون منهجا ذات قيمة وفائدة حقيقية ليكون قادرا على تدارك التداعيات الفكرية والاخلاقية التي يعاني منها الاجيال في مراحلهم الدراسية وكأنها مناهج تقول هناك شيء اسمه الدين، ولكن ماحقيقته مامبادؤه هل هو علم ليس علم هل له منهاح له مسائل ماهي قيمته العلمية لاتجد كل ذلك….

 

ان الدين اقحم بشكل غير مناسب بين المواد العلمية في المدارس الأكاديمية فقد اصبح مادة هجينة غير منسجمة بين المواد العلمية غير منسجم مع نظام الدراسي مما جعل هذه المادة مصدر إزعاج للمتعلمين وليس لها اي جاذبية حتى يخصص لها من كوادر ليس بذي تخصص…

 

علينا ونحن اصحاب الرؤية الالهية ان نهدف الى تشييد نظام قائم على اساس الواقع اعظم من المادة وان الاهداف تتجاوز افق المنافع المادية وعلى هذا علينا البحث عن منهج معرفي يؤدي الى هذه الرؤية والى الك الاهداف وينسجم معها ، لان المنهج الحسي التجريبي قاصر عن ايفاء بهذه المطالب والحكم عليها نفيا أو اثباتا.

 

ان اكثر ما ينبغي التركيز عليه ومعالجته في واقع المعرفي في الواقع الثقافي المجتمعي في واقع التربوي التعليمي هو المنهج الذي تقوم على اساسه عمليات التفكير والذي يطلق عليه (المنهج المعرفي ) ، فبإصلاحه تسهل عملية إصلاح المنظومة الفكرية أو بنائها بالنحو المطلوب ، وتنشأ وفق معادلات المتزنه السليمة المنسجمة مع الرؤية الفلسفية أو الفكرية المحورية وبالتالي تكون ذات تأثير إيجابي فاعل في الحركة التكاملية للمجتمع والسلوك الفردي العام ..

 

ويبقى المطلب والكلام اعادة احياء المشروع الفكري لرسول الله ( ص ) في الامة .

اللهم احفظ الاسلام والمسلمين

اللهم احفظ العراق و شعبه

شاهد أيضاً

حزب الله : العقاب على العدوان الإلكتروني على لبنان آتٍ حتماً

أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أنّ العدوان الإلكتروني الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *