مازن الولائي
يوم غد ليس كأي يوم، يوم ستغرب فيه الشمس وراء الظلام وتبرز لنا ثياب الحزن والسواد والثكل، وتطوي به كل جميل التزيل ومطر آيات البناء الروحي والجوانحي الاخلاق، سيغيب شخص طالما تعمدت الآيات الثناء عليه حتى نعرف مع من نحن وبرفقة من؟!
( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) الحجر ٧٢ ..
يعني وعمرك وبقائك في الدنيا يا رسول الله.. لون من الحنان والتقدير لم يسبق أن وصف نبي قبله، سيرحل بعد أن اذاقته صحراء الجزيرة مر النكبات والأحزان حتى قال: معبرا عن تألمه ما أوذي نبي مثلما اوذيت. يوم فقط الله يعلمه على قلب فاطمة وعلي والحسنين عليهم السلام، وهم يفقدان كل ذلك الوجود المؤنس والجميل، الله غدا يا زهراء أي وصف يستطيع أن يكتب أو يرثي أو يندب أو يصف حالك وانت تموتين مليار موتة ويقطع نياط روحك المعذبة الرحيل، وأي وحشة ستدخل على روح علي عليه السلام ونفسه ينشطر جزئها الأهم والملاذ والصاحب إلى غير رجعة، أي غد هذا الذي سيأتي ومثل المصطفى لا يتنفس هوائه ولا موجود عطره وصوته وقسمات وجهه الذي منه يتوضأ النور والوجود..
غروب على الأمة أن لا ترى الألوان طول حياتها حزنا على أفول نجمه الزاهر وقمر الليل الأنيس، قصة ستكتبها دموع فاطمة ويخطها شريان علي عليهم السلام، ويرويها ما يجري عليهم وعلى سيدي شباب أهل الجنة..
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..