حسام الحاج حسين ||
كان يضع رأسه في البئر ويقراء الدعاء وهو يبكي من خشية الله . انه علي بن ابي طالب ع .
اسس لقاعدة اخلاقية وروحية من خلال الحزن والبكاء والذي يرق القلب ويرفع من منسوب الأنسانية .
البكاء من خشية الله في محكم الكتاب العزيز .
(إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا) .
(ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) وعنه (صلى الله عليه وآله): طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله عز وجل، لم يطلع على ذلك الذنب غيره ،
وعنه (صلى الله عليه وآله): من خرج من عينيه مثل الذباب من الدمع من خشية الله آمنه الله به يوم الفزع الأكبر ،
وعن الإمام علي (عليه السلام): بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء ،
وعنه (عليه السلام): البكاء من خشية الله مفتاح الرحمة ،
وعنه (عليه السلام): البكاء من خشية الله ينير القلب، ويعصم من معاودة الذنب ،
وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): ما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل، لا يريد بها عبد إلا الله عز وجل ،طوال التاريخ ومنذ عهد الأول للأسلام كان الشيعة يعارضون لاهوت القتل والظلم الأسلامي والذي كان يتجسد بالنظام السياسي انذاك .كما يتمسك الشيعة بالنص الوارد عن القرآن والعترة . في رفض الظلم واستنكار الجور والتضحية في سبيل الله . بينما يغير النظام السياسي المقدس ويعيد صياغة بما يتناسب مع الحكم والحاكم.
حيث اعاد صياغة المفاهيم المقدسة . وحيث وضع الحاكم بدل النبي ص ووضع الأجتهاد بدل النص .
وفي سياق الصراع على السلطة والنفوذ قدم الشيعة عبر التاريخ قوافل من الشهداء وفي كل العصور من أميرالمؤمنين ع والسبطين عليهم السلام الى يومنا هذا . وهم يتمسكون بالأسلام الحقيقي الموروث عن النبي الأعظم ص والأئمة عليهم السلام . وكان للشيعة الأمتياز الحزين في الأسلام ،،!
وضع لاهوت الظلم و القتل قواعد (الشيعة فوبيا ) لانهم يريدون اسكات الصوت المعارض ولانهم نجحوا سابقا في دفن العدالة في الربذة والكوفة وكربلاء ،،!
يجب علينا ان نقف خاشعين امام معاناة الشيعة عبر التاريخ . حيث وقع عليهم الظلم الذي لايطاق . وتم تنفيذ جميع وسائل القمع والاستبداد ضدهم .تم تجريف هويتهم الثقافية ومحاصرتها وتم أزالة هويتهم المذهبية في بقاع متعددة من العالم ..!
في خضم الصراع مع السلطة ومواجهة القمع التاريخي للشيعة تميز المذهب الجعفري على المذاهب الإسلامية الأخرى بأن له سمةً شعائريةً مميزة . وان إشاعة مشاعر الحزن واضحة في مناسبات عديدة ، ومن ابرزها هو الموسم العاشورائي الذي يمتد الى قرابة الشهرين من كل سنة ويطلق عليه الأمام الخميني ره ( شهور الأستنهاض ) لانها تشعل الوجدان وتضفي بالروحانية عند استذكار ثورة الحسين ع وسردياتها الحزينة.
لذا يثير البعض االسؤال التالي على الفكر السياسي الأسلامي ( الشيعي ) بانه فكر يتفنن في صناعة الأسى والحزن، إذ أنه يستوعب ويستثمر المناسبات من أجل تكتيك ينطوي على استراتيجية ذات اهداف سياسية كما حدث في ايران قبل الثورة . لكن السمه الأطول عبر التاريخ هو ان الأمتياز الحزين كان في صالح الشيعة دائما ..!
حسام الحاج حسين
مدير مركز الذاكرة الفيلية