كربلاء؛ نظام عالمي جديد..!

كندي الزهيري ||


سعت الأنظمة العميلة وبتوجيه مباشر من الأنظمة الاستكبار العالمي، التي ترى بأن وجود كربلاء والبقاء على قدسيتها، يعني أن النظام الاستكبار العالمي ذاهبًا إلى الزوال، لذلك؛ أمر أن يتم تدميرها ولا يتم ذلك إلا بتدمير من أعطاها القدسية، ومحاربتها عسكريًا وفكريًا وإعلاميًا ، وحجب نورها عن المجتمع عبر بعض المشايخ المُرْتَزِقَة الذين تسلقوا منبر رسول الله (ص)، وهذا الفعل مستمر منذ ٦١ للهجرة إلى يومنا هذا، رغم كل تلك المحاولات الدموية والتحريف.

نشاهد اليوم مدى صمود وثبات نهج كربلاء (نهج الحسين ع) وتساعه على نطاق العالمي ، هذا الصمود لم يكن لولا تلك الدماء الزكية الطاهرة، التي أريقت على يد الطواغيت وأتباع الأستكبار العالمي، هي التي حافظت على إبقاء كربلاء منارة للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية . اليوم تأتي الحشود بالملايين نحو كربلاء المقدسة، من كل فج عميق، لتطهر أنفسها من عبادة الطغاة وعبيد الشياطين، لتبني لنا إنسان ثوري واع ومسؤول، لينشر الإنسانية في أرجاء المعمورة، يحمل تلك الرسالة التي تمثل خطرًا مرعبًا لتلك الأنظمة الاستعبادية الدموية البربرية المتوحشة .

إن كربلاء المقدسة تؤسس نظام عالمي جديد، قائمًا على رفض الظلم والظالمين، وبناء الإنسان على المستوى السياسي والإقتصادي والفكري والثقافي و الاجتماعي، تمهيدًا إلى إقامة دولة العدل الإلهي.

إن الإمام حسين (ع)، يمهد الطريق أمام الإنسان، و يربيه على مبادئ الحقيقية، التي تجعل منه حرًا شامخًا لا يقبل ذل، إنسانًا مسؤولًا عن قراراته ألانه حر في اختيارها.

اتساع دائرة نهج الإمام الحسين (ع) وانتشاره في العالم، يؤكد أننا مقبلون على نظام عالمي جديد، وهدم نظام الشيطان وأتباعه، لذا؛ علينا جميعًا أن نكون على قدر كافِ واستعداد عالِ للدخول بذلك النظام العادل…

لا يتم ذلك إلا بالعمل وفق الضوابط والشروط والسياسات نهج كربلاء والإلتزام فيها، والعمل على ترسيخ الوعي في المجتمع، مع ذلك من يتوقع بأن هذا النظام الجديد (نظام نهج كربلاء) يكون سهلًا فهو واهم، لكون هذا النظام هدفه بناء الإنسان اولًا ، من ثم محاربة النفس الأمارة وغيرها من الخطوات، تمهيدًا لصنع إنسان رسالي مقتدر وقادر وصاحب وعي، لا يُخدع بفتن المنافقين والأعداء، إذا كان كذلك أنتصر ، وأصبح مستعدًا لتقبُل تلك الدولة وذلك النظام العادل. إننا اليوم نرى كربلاء المقدسة، أصبحت قبلة للأحرار و المقاومين الذين، يجاهدون في سبيل الحرية والكرامة، ومن كربلاء العزم، يستمد هؤلاء الأبطال الشجاعة والصبر والعزيمة، على تحقيق الإنتصار وحماية حقوق الإنسان، أهمها أن لا يصبح المجتمع عبدًا بيد الأستكبار العالمي وأدواته…

على المجتمع أن يعمل على ترسيخ نهج كربلاء (نهج الإمام الحسين ع) هذا النهج ليس يومًا في السنة ، وتلك الأرض ليست بقة محددة جغرافيًا، إنما نهج الإمام الحسين (ع)، مستمر على طول الأزمنة، هذا النهج يجب استثماره لتطوير المجتمع، وأي أرض يقف عليها الأحرار المدافعون عن الحق وعن كرامة الإنسان، هي كربلاء.

لذا؛ الإستعداد العملي هو تمهيد لقيام دولة العدل الإلهي، التي تعز الإنسان وتحرره من قيود الأنظمة الفاسدة عديمة الإنسانية، التي تعمل إلى سجن الإنسان وسلب كرامته. إن الأمة التي لا تلتحق بركب نهج الإمام الحسين (ع) مصيرها الذل والخضوع والفناء، نهج الإمام الحسين (ع) المُصوَّر الطريق نحو بلوغ المستقبل المشرق…

إن الوصول إلى ذلك المستقبل، مرهون بوعي المجتمع ومدى صدق السعي من أجل التخلص من الظلم والظالمين… نظام دولة العدل الإلهي العالمي قادم لا محال ، قرب ذلك النظام وبعده، مرهون بوعي الأمة وصدقها مع نفسها .

شاهد أيضاً

السوداني يفتتح (عبر دائرة تلفزيونية) 790 مدرسة نموذجية في عموم المحافظات

افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، (عبر دائرة تلفزيونية) 790 مدرسة نموذجية في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *