خالد الثرواني ||
يصور الفيلم الهندي الجديد “حياة الماعز” حياة العمال الآسيويين في دول الخليج العربية تحت سياط الكفلاء وقساوتهم البدوية تجاه الفقراء، لكن في العراق يعاد ترتيب الصور في مخيلة المتتبعين للشأن المحلي، ليتضح لنا كمية الماعز المخطوف الذي يدجن من قبل الجهات الفاعلة على الساحة العراقية.
الكثير من الماعز أطل بقرونه وثُغاءه ونبيبه مع بروز تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم (188) لسنة 1959 النافذ، وقبله قانون مكافحة البغاء أو قانون حماية الطفل وهي قوانين تعمل على تنظيم الأسرة العراقية وحمايتها من الأفكار والعادات الوافدة، الغريب في القضية أن هؤلاء الماعز ينتمون الى مربي دجنهم لكذا الأيام.
لم يقف هيجان الماعز عند برامج الفضائيات وبث الأكاذيب حول تعديل قانون الأحوال الشخصية وحشو مواد فيه غير موجودة واقعا بل قررت قطعان الماعز النزول الى الشوارع، لكن بما أن حياة الماعز تتمحور حول الحضيرة والمرعى فشلت دعوة التظاهرات ولم تخرج الا معاز تعد على الأصابع في كل محافظة من الحزب الشيوعي الواصل الى مرحلة الاحتضار محاولة بث نبضات كهربائية في جسده الميت من طريق اثارة مثل هكذا قضايا.
لم تعد قفزات الماعز جديدة ففي كل منعطف أو مناسبة تخص شيعة أهل البيت عليهم السلام نجد هذا الهيجان المنظم، ففي شهري محرم الحرام وصفر الخير وكما كل عام تمتلئ منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم ووسائل اعلامهم بما يهاجم الزيارات والزائرين ومحاولات بث الفتن والتمييز العنصري عبر توزيع الاتهامات لزائري دولة محددة وكل هذا يجري وفق مخطط ثابت يرعاه المدجن الأمريكي والبريطاني لهؤلاء الماعز.
إن غالبية السفارات في العراق لديها ماعز دجنته للدفاع عن مصالح بلادها، لكن لعل الماعز المدجن أمريكيا وبريطانيا أو من ممالك النفط الخليجية أعلى صوتا وأكثر شراسة، كما تنطبق الخطورة على الماعز الذي يعيش في دورة سكون حاليا، لأن أي حدث قد تنشط فيه الماعز التي خطفت ذاتيا لتنطح الجميع وتخرب كل ما يقف أمامها وهذا ما شاهدناه في تظاهرات (2019) عندما انحرف البعض عن مسار المطالبة بالحقوق بفعل دخول الماعز في التظاهرات، وكيف ننسى دخول الراعي الكبير للماعز مندوبة الأمم المتحدة “جنين يوهانس بلاسخارت” لساحة التحرير بعجلة التيك توك التي تعتبر في كل العالم رمزا للفوضى وضرب النظام العام.
أمام الدولة وأجهزتها الأمنية والاستخبارية شوطا طويلا لمعالجة الماعز واخصاءه كي لا يتكاثر أو يكون شرسا مستقبلا، فهؤلاء المغيبة عقولها وباعوا بلدهم ومجتمعهم في ورش السفارات التي تقام في أربيل من غير المتوقع عودتهم الى حضن الحقيقة بعد دورات غسيل الدماغ التي نظمت لهم والبرمجة باتجاه واحد وهو مهاجمة كل ما هو شيعي التي تعرضوا لها، إن الجميع مطالب بوضع حد لحقول الماعز الذي تنشئها السفارات الأجنبية في العراق عبر ضربات أمنية واجتماعية مسبقة لحماية العراق بكل ما يعني من وطن.