الكاتب || احمد العسكري
عند مناقشة العلاقة بين ثورة الامام الحسين (عليه السلام) ومحور المقاومة نجد الكثير من المشتركات رغم اختلاف الزمان والمكان، فالإمام الحسين قام بثورته وحيداً الا من ثلة من اهله واصحابه في سبيل اهداف عظيمة تحارب الظلم والطغيان وانحراف الدين في ذلك الزمان، والمحور اليوم يقف وحيداً امام دول عظمى تقودها الصهيونية العالمية، بكل جبروتها وهي تقتل الاطفال والنساء وتدمر المدن وبدون اي اعتراض ، الا القليل الذي يتضامن ويتظاهر ضد هذا الدمار والاستهتار في غزة، لذلك تتطابق ثورة الامام الحسين مع تصدي محور المقاومة لقوى الشر في نصرة الحق والمظلومين ، ومن اهداف ثورة الامام الحسين(عليه السلام):
1ـ الوقوف امام جور الجائرين المستحلين لحرم الله ففي خطاب أرسله الإمام الحسين( عليه السلام) لجماعة من وجهاء أهل الكوفة بعد أن طلبوا منه القدوم للكوفة:
أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) قَدْ قَالَ فِي حَيَاتِهِ: مَنْ رَأَى سُلْطَاناً جَائِراً مُسْتَحِلًّا لِحُرُمِ اللَّهِ نَاكِثاً لِعَهْدِ اللَّهِ مُخَالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، يَعْمَلُ فِي عِبَادِ اللَّهِ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ ثُمَّ لَمْ يُغَيِّرْ بِقَوْلٍ وَ لَا فِعْلٍ كَانَ حَقِيقاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ، وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ لَزِمُوا طَاعَةَ الشَّيْطَانِ وَ تَوَلَّوْا عَنْ طَاعَةِ الرَّحْمَنِ وَ أَظْهَرُوا الْفَسَادَ وَ عَطَّلُوا الْحُدُودَ وَ اسْتَأْثَرُوا بِالْفَيْءِ وَ أَحَلُّوا حَرَامَ اللَّهِ وَ حَرَّمُوا حَلَالَهُ،
2ـ اتمام الحجة على من يريد الجهاد في سبيل الله والقيام بواجبه بوجه الحاكم الاموي الظالم وخاصة من راسل الإمام من أهل الكوفة.
3ـ حماية الاسلام من خطر الحكم الاموي الفاسد: فيزيد كان عازماً على محو الاسلام وقلع جذوره، وقد أعلن الكفر حال تربعه على كرسي الخلافة الوراثية حين قال: لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل.
4ـ تحرير ارادة الامة: لقد بث الحسين(عليه السلام) روح العزة والكرامة والجهاد في نفوس المسلمين، بعد ان خمدت بفعل الترهيب والترغيب والترف ورفاهية العيش، حيث انتجت ثورته ثورات كثيرة في الامة الاسلامية والامم الاخرى تنادي بالوقوف ضد الحاكم الظالم.
5ـ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر: وان احد اسباب صلاح الامة وتماسكها تطبيق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكواتباعدامت تسير على منهج النبوة في نشر العدل والمساواة ونبذ الفساد والرذيلة في المجتمع تكون أمة صالحة منتجة، وإذا انحرفت فقدت قيمتها.
والعلاقة مع محور المقاومة ان قيادات واتباع هذا المحور يسيرون على نهج الإمام الحسين (ع) في نصرة المظلوم والوقوف بوجه الظالم، ويستغرب اتباع الصهيونية من أمة الإسلام ، كيف يقف أنصار الله بوجه الأمريكي والبريطاني ويقصف سفنهم وفرقاطاتهم الحربية؟، البعض يقول ان هؤلاء مجانين، وكيف يحارب حزب الله اسرائيل ، وكيف يصمد أهالي غزة امام آلة القتل، مرة يقولوا أن إيران تدفعهم ومرة اخرى يقولون انهم يضحون بمصالح شعوبهم، وأن اليهود شعب يحق له العيش في منطقتنا ، ومن الأفضل التصالح والتعايش معه، انه نفس اسلوب من اتهم الإمام الحسين عندما حارب الظلم والانحراف، فقالوا انه انتحار، وقالوا انه قتل بسيف جده، والبعض قال انه يريد السلطة، وهل من يريد السلطة يحارب جيشاً جراراً بـ (72) مقاتل فقط ، وعلى من كان معه وضحى بحياته يوصفون بانهم مجانين كعابس ، او تم غسل ادمغتهم من قبل الإمام الحسين (ع) ، ولم يقل أحد أنه أراد الإصلاح في الأمة التي انحرفت، كما تنحرف اليوم، مع الاسف الاحرار في العالم ومن اديان واعراق مختلفة تنادي بحقوق الشعب الفلسطيني، والعرب والمسلمين تخلوا عنهم ، مثل ما تخلى عن الحسين (ع) وأهل البيت عليهم السلام قادة القبائل العربية آنذاك، أما طمعاً بالمناصب التي سوف يعطيها لهم يزيد، مثل عمر بن سعد، أو خوفاً من القتل وفقدان المال وراحة البال، أن التاريخ يعيد نفسه اليوم، فمن يقف مع أمريكا وإسرائيل اليــــــــوم يتصور هو الناجي وانه سيحصل على ما يريد، ومن يقف مع محور المقاومة قطعاً هو الخاسر وفق المعايير المادية والعسكرية ، فهما من يقودان العالم بغربه وشرقه و يسير خلفهما الجميع دون اعتراض، وهما من يمتلك الدولار والأسلحة الفتاكة، وجميع المنظمات الدولية وهما من يفرضان الحصار، وهما من قتلا شعوبنا بالحروب والتجويع والتهجير والتكفير، ولكن الحكومات وشعوبها المدجنة تريد العودة لعبادة الأصنام للعهد الأموي وما قبل الإسلام عهد الجاهلية، بأن الحاكم هو ولي الأمر حتى لو كان ظالماً زانياً كافراً يجب اطاعته!، وما لنا ومال المسلمين ومالنا واخواننا من العرب الذين يقتلون هؤلاء هم من اختار هذا الطريق، فالعلاقة بين محور المقاومة والحسين عليه السلام هي علاقة المنهج الحق واتباعه.