!طوفان الاقصى؛ ماذا بعد انهيار المفاوضات؟

الكاتب || جمعة العطواني

عندما نقرا بدقة الاطراف الراعية للمفاوضات بين فصائل المقاومة في غزة والكيان الصهيوني نتيقن ان نتائجها فاشلة .
طرفا المفاوضات، ونعني بهما مصر وقطر فهما ليسا اكثر من وسطاء، فيما ان الطرف الامريكي هو صاحب قضية وطرف فيها، فهو ليس وسيطا كما مصر وقطر بقدر ما انه طرف خصم وعدو لفصائل المقاومة، يتفق مع الكيان الصهيوني في اكثر الاهداف المرسومة ومنها القضاء على حماس والحركات الجهادية في غزة.
امريكا تصر قبل وبعد اوثناء المفاوضات انها لن تتخلى عن الكيان الاسرائيلي، وقد صرح بايدن قبل انسحابه من الانتخابات الامريكية انه مستعد ان يتخلى عن الادارة الامريكية على ان لا يتخلى عن دعم ( اسرائيل).
امريكا كما ( نتنياهو ) كل ما يهمهم هو اطلاق سراح الاسرى الصهاينة ليس اكثر، بينما مصر وقطر لا يهمهما سوى وقف اطلاق النار باي ثمن كان .
من يطلع على الشروط الامريكية – الصهيونية يتقين جيدا ان ما فشل في الحصول عليه نتنياهو في الحرب يريد الحصول عليه بالمفاوضات وهذه الشروط هي .
1- بقاء القوات الصهيونية في ممر( نتساريم) تحت سيطرة القوات الصهيونية، وهذا الممر يقسم غزة الى قسمين شمالي وجنوبي للسيطرة على حركة المجتمع الغزي، كما ان الكيان بدا بانشاء مستوطنات في هذا الممر.
2- بقاء القوات الصهيوينة في محور صلاح الدين( فيلادلفيا) وما ادراك ما فيلادلفيا، هذا المحور يمتد بطول 14 كم بين مصر وجنوب غزة على طول الحدود بين سيناء وغزة، وبعرض مئات الامتار، ما يعني قطع كل المنافذ والمعابر على ابناء غزة، وبهذا يكون الكيان الصهيوني محاصرا لغزة من كل المنافذ، فضلا عن تقسيم غزة الى شمال وجنوب بوجود ممر (نتساريم).
3- لم يتحدث الاتفاق عن اي انسحاب صهيوني شامل من غزة .
4- المقترح الامريكي يؤجل الحديث عن اعادة اعمار غزة ورفع الحصار الى ما بعد المرحلة الاولى والتي تستغرق ستة اشهر دون اية ضمانات، فهو متيقن ان لا وجود لمرحلة ثانية.
5- المقترح الامريكي يعطي الحق للكيان الصهيوني في رفض اطلاق سراح اكثر من عشرة الاف اسير فلسطيني .
6- المقترح الامريكي يشترط ابعاد الاسرى الفلسطينين المطلق سراحهم خارج حدود غزة في بلدان اخرى.
7- المقترح الامريكي يشترط اطلاق سراح الاسرى الصهاينة في المرجلة الاولى دون شروط.
8- المقترح الامريكي يعطي الحق للكيان الصهيوني في العودة الى الحرب في المرحلة الثانية اذا لم تلتزم حماس بالشروط الصهيونية.
بالمحصلة النهائية ان هدف امريكا ونتنياهو هو اطلاق سراح الاسرى الصهاينة دون ضمانات.
بل ان المشروع القادم ومن خلال الشروط الصهيو- امريكية هو اطلاق سراح الاسرى الصهاينة والعودة الى الحرب من جديد .
ولهذا عندما رفضت حماس وبقية فصائل المقاومة في غزة هذه الشروط فانها تعلم جيدا ان المسالة مسالة هدنة لاطلاق سراح الاسرى الصهاينة والعودة من جديد الى الحرب، وبخاصة وان العدو قد طوق غزة من كل الجهات.
ان الموافقة على هذه الشروط يعني استسلام دون مقابل، فاي شي ستربحه المقاومة الفلسطينية امام هذه الشروط ؟.
لهذا نعتقد ان المفاوضات ، وكما قال عنها وزير الخارجية الامريكي هي مفاوضات الفرصة الاخيرة، لانه يعلم ان ما بعدها هي مواجهة شاملة، ربما تشمل كل دول المنطقة .
فصائل المقاومة علمت بان المفاوضات لا طائل منها، وان الحقوق لا تاتي من خلال المفاوضات مع عدو مستهتر ومستكبر ويحمل مشروع ابادة المقاومة والشعب الفلسطيني متكئا على امريكا والغرب، وهي دول متوحشة لا تؤمن بالله ولا بحقوق الانسان، تدعم الكيان في كل يوم بمئات الاطنان من الاسلحة .
ان فصائل المقاومة ومن ورائها قوى محور المقاومة تعلم ان الحقوق لابد ان تنتزع بالقوة، لان العدو لا يعرف غير هذا المنطق، فادخلت وسائل جديدة في المعركة، ومنها العمليات الاستشهادية التي بدات في تل ابيب، وتوعدت الفصائل الفلسطينية بزيادتها في الايام القادمة.
وكذلك عمليات الكمائن التي نجحت بها الفصائل بشكل اذهل واربك حسابات العدو، فرجال المقاومة يخرجون من ركام البنى المحطمة ليفاجئوا العدو بصواريخهم وقاذفاتهم.
اكثر من ذلك فان حزب الله لبنان هو الاخر بدا باستعراض شيء من قدراته عندما كشف ولاول مرة عن انفاق (عماد 4) تحت الارض، وهي تتسع لحركة مختلف انواع المركبات وهي تحمل الصورايخ والاسلحة المختلفة .
ايران قامت بمناورات غرب الجمهورية الاسلامية استعدادا لمرحلة ما بعد فشل المفاوضات، واستعدادا لمرحلة ما بعد الضربة (المنتظرة) والنوعية كما يتوقعها المراقبون ثارا لدماء الشهيد هنية، وانتقاما لانتهاك سيادتها، واستعدادا لردة الفعل الصهيونية .
فمحور المقاومة لا يمكن ان يبقى منتظرا لنتائج المواجهة ضمن قواعد اشتباك استمرت لاحد عشر شهرا، فلابد ان تغير تلك القواعد والدخول بصورة مباشرة مع العدو، وبخاصة وانه اعطى كل المبررات لمحور المقاومة في دخول الحرب ابتداءا من اغتيال هنية وفؤاد شكر ، وقصف ميناء الحديدة، ما يعني ان كل دول محور المقاومة اصبحت أطرافا مباشرة في الحرب مع الكيان الصهيوني.
أمريكا بدورها حركت سفنها الحربية لهذا الغرض ايضا.
فالجميع ينتظر المرحلة اللاحقة، واتصور ان امريكا ودول التطبيع الخليجي الخاسر الاكبر في المواجهة مالم يتداركوا الامر.

شاهد أيضاً

قائد الجيش الإيراني: المقاومة الفلسطينية كشفت عن الوجه الكريه والحقيقي لنظام الكيان الصهيوني

أكد القائد العام للجيش الإيراني اللواء “السيد عبدالرحيم موسوي” ان المقاومة الفلسطينية ومجاهدي غزة كشفوا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *