لا استقرار ولا امان في الشرق الاوسط..!

الكاتب | نعيم الخفاجي

سؤال يطرحه الكثير من أبناء الشعوب العربية لماذا لا تستقر دول الشرق الأوسط؟، سؤال منطقي وواقعي جميع أبناء الشعوب العربية، من الكهول إلى الشباب والصغار، الجميع شاهد واكتوى الكثير منهم، في نيران الحروب العبثية، أو في نيران المجاميع الارهابية الوهابية والبعثية والناصرية التي اولغت بدماء ملايين الضحايا من أبناء الشعوب العربية، لأسباب مذهبية وقومية ودينية، لكن كل هذه الأسباب تصب في مصلحة قوى الاستعمار، التي رسمت حدود الدول العربية، ودعمت أشخاص خونة، وجعلتهم ملوك ورؤساء على رقاب أبناء الشعوب العربية، حكموا شعوبهم بالحديد والنار والقتل والتنكيل بالمعارضين بطرق بشعة وقذرة.
عمري تجاوز الستين عاماً، عشت الجزأ الأكبر من حياتي مهاجر انتقل من بلد إلى بلد، وتعرضت للسجون والمعتقلات، لم أكن سارق أو مجرم، أو شخص مشاكس مع الجيران وأبناء المنطقة، سبب تعرضي للسجن والاعتقال والاضطهاد لكوني شخص رفض القبول بعيش الذل تحت سلطة نظام صدام جرذ العوجة الهالك وعارها، طيلة ستين عاما، ومنطقة الشرق الأوسط، تعيش في اضطرابات وحروب، عشنا ازمات مضى عليها سبعين وبعضها خمسين والبعض الآخر مائة عام، والأزمات متواصلة دون حلول واقعية تنهي تلك الأزمات التي عشناها.
حروب وتهجير واسقاط جناسي، حدوث معارك وحروب داخلية ومع الجيران، بسبب الظلم والاضطهاد وقعت انتفاضات شعبية، وانقلابات عسكرية، وحدثت عمليات اغتيالات نفذتها استخبارات عربية محلية، أو من خلال استخبارات اقليمية ودولية، ساحتنا العراقية والعربية، ساحة خصبة للصراعات الدولية بأدوات محلية رخيصة وقذرة.
تطبعت غالبية أبناء الشعوب العربية على العيش في الظلم والاضطهاد والقتل واشعال حروب اهلية، وأصبحت هذه المآسي جزءاً من الحياة اليومية لمواطني شعوب منطقة الشرق الأوسط الساخنة.
سؤال يردده الكثير من أبناء الشعوب العربية ما الأسباب التي تمنع شعوب الشرق الاوسط بالعيش بسلام واستقرار وأمان؟.
عدم الاستقرار بالمجالات السياسية والاقتصادية والتنموية بالدول العربية، تقف وراء ذلك دول الاستعمار، التي من مصلحتها عدم استقرار العراق ودول الشرق الاوسط، حتى تبقى دولنا دول فاشلة، تعاني من صراعات داخلية، تمكن دول الاستعمار من السيطرة عليها، المنطقة العربية ساحة للصراعات الدولية، وهناك تنافس للدول الاستعمارية في أسلوب إذلال العرب والمسلمين، هذا التنافس جعل منطقتنا العربية، ساحة خصبة إلى النزاعات الدولية.
دول الاستعمار رسمت حدود الدول العربية، ساهمَت في تقسيم الدول العربية عرقياً وطائفياً، ورفضت عمل دساتير حاكمة، النتيجة ترسخت حالات اللا استقرار بدولنا الشرق اوسطية، وخاصة، في العراق وسوريا واليمن وليبيا والبحرين والسعودية والجزائر ولبنان بشكل واضح وجلي.
بل كل الدول العربية تعاني من ظروف لا استقرار، وذلك بسبب وجود عوامل عدم استقرار في غالبية الدول العربية، ربما هناك من يعتقد أن السعودية والبحرين مستقرتين، لكن بالحقيقة أوضاع السعودية والبحرين مهيئة أن تشتعل الأحداث بأقل شرارة يطلقها ترامب أو غيره.
دول الاستعمار القديم غيرت من اسلوبها بالاحتلال العسكري المباشر، إلى أسلوب تنصيب حكومات عميلة تعمل لصالح دول الاستعمار،،لذلك انسحاب دول الاستعمار العسكري، أسلوب تكتيكي لحلب وسرقة ثروات الشعوب العربية، لذلك تبقى دول المنطقة العربية، تعيش في عدم استقرار، حتى الدول التي عملت انقلابات عسكرية واسقطت الخونة والعملاء، مثل ثورة الشهيد عبدالكريم قاسم، النتيجة المخابرات الغربية دعمت البعثيين لعمل انقلاب عسكري يوصل البعثيين للسلطة، وبشهادة القيادي البعثي علي صالح السعدي قال وصلنا لحكم العراق بقطار أمريكي.
كذلك الحال في مصر،المخابرات الأمريكية دعمت عبدالناصر للاطاحة في نظام الملك فاروق المصنف عميل بريطاني، حل محله عميل موالي إلى أمريكا، وهو جمال عبدالناصر..
دول الاستعمار تدعم الخلافات العقائدية والقومية والدينية، لتكون هذه الخلافات، عامل مهم في عدم استقرار الشرق الأوسط.
تصوروا تقرير غربي يقول تشتري أنظمة دول الرجعية العربية سنويا، ثلث واردات السلاح في العالم، من الفترة بين 2013 ــ 2017 فقط، وأن ثلاثاً من دول الشرق الاوسط، تتصدّر قائمة مستوردي السلاح في العالم، وعلى رأسها السعودية والإمارات وقطر.
تاريخ الشرق الأوسط أرض خصبة لنشوب الحروب الأهلية والصراعات الإقليمية وبدعم دولي، وتبقى هذه الصراعات بدون توقف أبداً، وإن توقفت فهي تبقى في حالة اللا حرب واللا سلم، اما قضية حل الدولتين في فلسطين فهو بخبر كان، هناك مصلحة غربية بعدم اعطاء الفلسطينيين دولتهم ولو حتى على جزء صغير من أراضيهم، لذلك علينا أن لانحلم في وجود شرق أوسط مستقر وهادىء.

 

شاهد أيضاً

مهاجم نرويجي يرفض عرضًا رياضيًا صهيونيًا: “لا أريد مالًا ملطخًا بالدماء”

رفض المهاجم النرويجي أولي ساتر لاعب روزنبورغ، الانضمام إلى نادي مكابي حيفا الصهيوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *