عماد..كابوسهم منذ 40 عامًا..!

نور الجبوري ||

 

لطالما كانت شخصية الشهيد عماد مغنية، المعروف بالاسم الحركي “رضوان”، من أكثر الشخصيات غموضًا ونفوذًا في تاريخ المقاومة الإسلامية. هذا الاسم الذي كان يصدح في سماء المقاومة، بقي محاطًا بالأسرار، حيث لم تظهر تفاصيل حياته إلا بعد استشهاده. تلك الحياة السرية كانت مليئة بالإنجازات والعمليات العسكرية البارزة التي استهدفت الاحتلال الإسرائيلي والمصالح الغربية في لبنان وخارجه.

 

الشهيد عماد كان العقل المدبر للعديد من العمليات النوعية. من أبرز تلك العمليات تفجير السفارة الأمريكية في بيروت، وأسر الجنود الإسرائيليين خلال حرب لبنان عام 2006، والعديد من الإنجازات التي جعلت منه كابوسًا للعدو الصهيوني لأكثر من 25 عامًا. سرية تحركاته وصعوبة تعقبه جعلا منه أحد أكثر القادة غموضًا، حيث ظل بعيدًا عن الأنظار والظهور العلني حتى لحظة استشهاده.

 

عماد مغنية… الكابوس:

 

كان “القائد رضوان” كابوسًا حقيقيًا لإسرائيل وحلفائها، بسبب دوره الفعال في قيادة وتنفيذ العمليات المعقدة والخطيرة ضد مصالحهم. لقبه “الكابوس” يعكس الرعب الذي كان يسببه في الأوساط الاستخباراتية والأمنية، إضافة إلى القوة والهيبة التي اتسم بها. لم يكن مغنية مجرد قائد عسكري بارع، بل كان أيضًا خبيرًا في الحرب غير التقليدية، مما جعله تهديدًا دائمًا للعدو بفضل قدراته على الابتكار وتكييف أساليب المقاومة مع الظروف المتغيرة.

 

قد يتساءل القارئ عن سبب الحديث عن الشهيد القائد عماد مغنية الآن، بعد مرور أكثر من 16 عامًا على استشهاده. الحقيقة أن عماد لا يزال كابوسًا يطاردهم… ففي الوقت الذي بدأ فيه العدو بنشر الشائعات حول حزب الله وإضعافه بعد استشهاد القائد فؤاد شكر، ظهر الحزب بمقطع فيديو يكشف فيه عن “منشأة عماد 4″، تلك المنشأة التي تقع تحت الأرض وفي الأنفاق.

 

ظن العدو أنه يستطيع استنزاف قوة المقاومة الإسلامية بإطالة أمد الحرب، لكن المقطع الذي نشره الحزب مؤخرًا أظهر حجم قوة الحزب وإمكانياته العسكرية، والبأس الشديد الذي يتحلى به أبناء عماد. هؤلاء الأبطال الذين يقفون بوجه الصعاب والتحديات بكل شجاعة وثبات، بقلوب مليئة بالإيمان وإرادة لا تقهر، مستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل قضية نبيلة، وعلى خطى قادتهم.

اعتمدت المقاومة الإسلامية في لبنان تسمية المنشأة باسم “عماد” لما يحيطها من غموض وسرية، بالإضافة إلى الرعب الذي بثته في قلوب الأعداء، حيث يذكرهم الاسم بكابوس طالما أذاقهم مرارة الهزيمة.

Check Also

برنامج || خصم الكلام || مع ان خالد 17-11-2024

برنامج || خصم الكلام || مع ان خالد 17-11-2024  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *