من لايحتاج من الشعب؛ ام البلد؟!

حسن درباش العامري ||

كانت مصادفه حينما استمعت لكلمات السيد ماجد شنكالي رئيس لجنه الصحه النيابيه وهو يردد بأن كليات الصيدله تخرج ١٤ الف صيدلاني و١٢ الف طبيب اسنان وهم لايحتاجون حتى واحد ..ولم افهم معنى لايحتاجون ومن هم الذين لايحتاجون ؟؟ هل يقصد وزارة الصحه او انه يقصد بأن البلد لايحتاج ..اما وزارة الصحه فأعتقد بانها بحاجه لاضعاف هذا العدد ..كيف لاتحتاج والمواطن يعاني من غلاء اجور عمل الاسنان من حشوات وقلع وتقويم وغيرها في العيادات الخاصه فتلجئ للمراكز الصحيه والمراكز التخصصيه التي تزدحم بالمراجعين لتكثر اعذار الابعاد بين نقص المواد ونقص الاجهزه الخاصه بالعمل كان يقتصر المركز الصحي على مقعد واحد خاص بالعمل وهذا لايفي بالغرض مع زخم المراجعين..ان سبب المشكله ليست في زيادة اعداد اطباء الاسنان ولا الصيادله وانما بالنقص في الغرف المخصصه للعمل والنقص في عدد الاجهزه للعمل مما يدفع المواطن المنهك ماليا لان يجبر لزيارة عيادات خاصه ،اما من كانت حالته الماديه جيده فهذا لن يفكر في زياره المراكز الصحيه والمستشفيات لان انواع الادويه التي تزوده بها الصيدليات الحكوميه لاتغني ولاتسمن..فغالبا ماتكون من مناشئ غير رصينه ..

هذا من جانب ومن الجانب الاخر لايجب ان تتخلى الدوله بهذه الطريقه عن ابنائها لان الدول المتحضره والمسؤوله لايمكن ان تتخلى وتتجاوز وتستغني عن طاقات ابنائها الشبابيه لكونهم طاقات واعده ومتدفقه فلا يجوز احباطهم ودفعهم للهجره رغم ان الله حبا العراق بالخيرات الكبيره والعظيمه وهذه الخيرات يجب ان يكون لكل عراقي ينتمي لهذا البلد حصه في تلك الخيرات بدل من التبرع بها لدول اخرى ..ولايجوز التحجج باي عذر كان ..كما يتوجب على النظام الديمقراطي الجديد الذي مضى على تطبيقه اكثر من واحد وعشرون عاما ونقول جديد لانه مازال لم يفهم اسرار اللعبه حتى الان ..عليه ان يعيد ترتيب اولوياته بما يستوعب طاقاته الشبابيه ويعيد ترتيب اوراقه من خلال تنظيم القبولات المركزيه بما يتوافق وحاجة البلد للعمل ،كيف يعطل الشباب العراقي ونسبة العماله الاجنبيه في الشركات النفطيه وغيرها الكثير في تزايد وفي الوقت نفسه يعين عامل باكستاني بوظيفة متذوق طعام بمرتب وزير في حين تحرم عوائل عراقيه حتى تذوب الطعام..كيف يعطل الشاب العراقي والحكومه تعمل على عرض اجزاء من ارض العراق للاستثمار ولماذا لاتنظم الدوله العمل وتقوم بتوزيع الشباب عليها للاستصلاح والعمل ومن الطبيعي ان تحتاج لكل المهن والاطباء واطباء الاسنان والصياده والممرضين وغيرها من المهن الطبيه وغير الطبيه لحاجه اي تجمعات سكانيه الى مستوصف ومراكز صحيه واسواق وخدمات اخرى..كما ان هنالك مدن عراقيه كبيره ينقصها المراكز الصحيه والاراضي المخصصه لبناء المركز الصحي او المستشفى تم اعطائها لبعض الاشخاص كأستثمار لبناء مول او اعمال خاصه او تم الاستيلاء عليها بغفله من القانون لتبقى دون معالجات و لتترك المجمعات السكنيه والمناطق بدون خدمات او مدارس لتضع الحكومات حبلها على غاربها والتغاضي ..كما تم الاستيلاء على الحدائق العامه التي تمثل متنفس للناس لتصبح بين ليله وضحاها بيت لمسؤول او منطقه محرمه بسبب الاستأثار..الاراضي المحيطه بالعاصمه والاراضي المحيطه بمراكز المحافظات واسعه وشاسه يمكن التوسع نحوها بدل خنق بغداد وتلويث هوائها وماؤها، ويمكن بناء مستشفيات ومراكز طبيه مخصصه تستطيع استيعاب الكثير من العناوين الطبيه والصحيه وغيرها فمن المعيب على دوله تحمل علم لتنبري وتقول بأنها لاتحتاج لطاقات شبابها لان الكثير من شباب البلد من الخريجين معطلين عن العمل وبكل المجالات فهل يصح للشعب ان يقول بانه لايحتاج حكومه !! كل يكمل الاخر فلا تستأثروا بخيرات البلد….

الكاتب والمحلل السياسي

شاهد أيضاً

وفد عراقي يبحث في أنقرة سبل حسم قضايا المياه لضمان حصص مائية عادلة للعراق

وصل إلى أنقرة قادماً من بغداد وفد وزارة الموارد المائية من أجل المشاركة في الاجتماع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *