اجرام صدام ابن ابيه عابر للعصور..!

رياض البغدادي ||

 

من الخطأ جداً تصور حال الظلم التي مرت على العراق بسبب تسلط البعثيين، بأنها فترة مظلمة مرت وانتهى امرها، وهذا ليس مجرد رأي قابل للنقاش، وإنما هي حقيقة وواقع مؤلم سيرافق تأريخ العراق الى آلاف السنين ..

اليوم وأنا أتصفح مواقع الأخبار، رأيت بالصدفة سمفونية تحرير مدينة (خرمشهر) الايرانية وطرد الاحتلال العراقي منها، وقد أيقظ ذلك في نفسي حسرةً وألمًا، لأني كعراقي، لم يتسنَّ لي الاحتفال بشيء ولا حتى بإنجاز واحد لجيش بلدي الذي كان اداة إجرامية بيد الطغمة البعثية الحاقدة، ومن قبلها مجموعة حكومات لم تعرف الشرف ولا الغيرة، بل ولا يوجد في قواميسها وتواريخ حكمها للعراق شيء مفيد أو محل فخر لأبنائه ..

وستمر مئات السنين، ويتكرر الاحتفال بطرد الجيش العراقي من الاراضي الإيرانية منكسراً، مهزوماً، ذليلاً يجر خلفه مآسي كارثية من أشدها على نفوسنا، ضياع رفات ابنائنا الذين تركتهم القطعات العسكرية المنهزمة، من دون حتى تسجيل أسماء المقتولين منهم، أو المفقودين، بل ولا حتى عدد الأسرى، لولا أن اليد الرحيمة للجمهورية الإسلامية التي كانت تبذل المستحيل، لرفع آلام الأسرى وإعادة تأهيلهم نفسياً وصحياً، وحتى اجتماعياً، عندما أعطتهم فرصة التحرر من أقفاص الأسر، والسماح لهم أن يعيشوا كمقيمين، ويمارسوا حياتهم بشكل طبيعي، وهناك الكثير منهم تزوج في إيران وكوَّن وضعًا إجتماعيًّا خاصًّا به، الى أن سقط الحكم البعثي وعادوا الى العراق مع عوائلهم التي كونوها في الجمهورية الإسلامية …

إن هذا الأمر يتكرر في الكويت كذلك، ونشاهد كل عام احتفالات الكويتيين بتحرير بلدهم من الإحتلال العراقي، وبنفس الوقت تتكرر أحزان العراقيين حسرةً وألمًا، على ما فقدوا من آلاف الضحايا الذين لم يتسنَّ لعوائلهم العثور على رفات أكثرهم، وابتلعت رمال الصحراء ما تبقى من أجسادهم رحمهم الله تعالى..

والأشد ايلاماً من ذلك كله، أننا كشعب سنبقى ندفع ثمن جرائم البعث المجرم، بالرغم من اننا كذلك كنا ضحايا ذلك الحكم البغيض، ولا أنسى أبداً الموقف الكارثي الذي حصل مع ولدي في باريس، حيث التقى أطفالي مع أطفال عوائل سائحين كويتيين، واثناء اللعب والمرح في إحدى الحدائق الخاصة بالاطفال، قال الطفل الكويتي لولدي، بأنكم عراقيون مجرمون قتلتم أعمامي عندما هجمتم على بلدنا في عام ١٩٩٠، والكارثة إن الأطفال جميعاً لم يكونو قد ولدوا في ذلك التأريخ، وكل معلوماتهم هي قراءة تأريخية للأحداث…

ربما لا يعلم الكثير من العراقيين من أبناء الجيل الجديد، أن انتزاع مدينة الفاو من سيطرة الجيش العراقي، ودخول الإيرانيين فيها، كان في حينها قد بعث الفرح والسرور في قلوب اكثر العراقيين، بل وكنا نستبشر بكل تراجع عراقي وانتصار إيراني في ساحات المعركة، بالرغم من خسائرنا لأرواح أبنائنا، حتى إن جارنا الذي قتل ولده في الفاو، قال لوالدي (هامساً):” إن عزائي لفقد ولدي، هو أن إيران سجلت انتصاراً كبيرًا على البعثيين المجرمين وهو الذي خفف عليَّ فقد ولدي رحمه الله” …

ربما سيجد أبناء الجيل الجديد كلامي هذا قاسيًا ويصعب عليهم هضمه، لكني أقول لهم: ” اني من أبناء ذلك الجيل جيل المظلومين الذين عاشوا الآلام وتحملوا الجراح، وعرفوا الأمور على حقيقتها، وما عليكم إلا تَقبّل هذا التراث على حقيقته، وبشهادة من رأى بأم عينه، لا بما يروجه الإعلام البعثي هذه الأيام …

وفي الختام لابد من الاشادة بالجيش العراقي الحالي البطل الذي تم تأسيسه بعد سقوط الحكم البائد وهو الجيش الحقيقي الذي ولد من رحم الأمة وتحمل ووقف مع الشعب في محنته مع الارهاب التكفيري جنباً الى جنب مع باقي صنوف القوى الامنية والجيش الرديف الحشد الشعبي المبارك فهؤلاء هم الفخر الحقيقي لكل عراقي غيور …

والسلام ختام

شاهد أيضاً

الجزائر : إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية وبدء عملية فرز الأصوات

أغلقت مساء السبت صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الجزائرية وبدء عملية فرز الأصوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *