من الصراع الأمني إلى التفوّق الإستراتيجي: حالة الحزب اللبناني ضد الكيان..!

محمود وجيه الدين ـ  اليمن ||

#حزب_الله يخوضُ حربًا أمنية واسعة ضد الكيان الإسرائيلي فضلًا عن الجانب الميداني التصعيدي، بداية ظهور هذا الصراع الأمني ليس منذ الحلقة الأولى للهدهد، الجزء الأمني من المعركة هو بدأ في 8 أكتوبر وتواصل وتتطّور إلى حدٍّ غير مسبوق . لا زالتم تذكرونَ مَن كان يسخر عن عمليات الحزب الأولى في الحدود ويقولون مجرد إنزال أعمِدة وانتهى الموضوع ، وفي نقيض ذلك ، كانت الجبهة اللبنانية شديدة السخونة ومع توفّر العوائق الأوليّة التي كانت تعمل على تجاوزها وتجاوزتها ومع استمرار التضحيات الجسيمة المتوالية التي قدَّمتها ولازالت تُقدِّمها بكل فخر واعتزاز . كان حزب الله في الفترةِ الأولى، يُرّتِب ويُهيأ الأوضاع والمناخ إلى ما بعد الفترة الأولى بوضعِ السجّادة الحمراء لمرور مسارِ عمليات التكتيك النوّعية آنذاك .

 

تطّور الوضع بصورة واسعة من حيث السلاح والأرض والهدف والإصابة وفعالية العمليات، حدثَ رُقيٌ بنوعيةِ واستخدام السلاح والإمكانيات المتطورة، والأرض من حيث المواقع والثكنات والتجمعات والمستعمرات، والهدف من ناحية تحقيق الغاية سواءًا اسنادًا أو ردًّا، كذلك أيضًا دقّة إصابة الهدف . هذا التطّور لم يكن ليتطّور بشكل واسع إلا بفضلِ الفترةِ الأولى الذي كان الدور الأمني جزءًا أساسيًا مِنها . تأتي الرشقات الصاروخية المتنوعة بأشكال مستمرة على الشمال المحتل ويأتي ما يليه ذلك وما يوسِّع دائرة العمليات، تطيرُ مُسيّرةُ الهدهد ومحُلِّقةً في سماء الأرض المُحتلّة مرّات ومرّات وتضع مهمتها على أكمل وجه ورسائلها العُليا التي أصبحت تعزيزًا للردوعات أو إلى أي مآلات أخرى. السبب لكل ماسبق ذكره ، حزب الله فرضَ قواعدهُ وزخم عملياته باحترافٍ وامتياز، وتفوّق بالأفضلية وبنقاطٍ هامّة على الإسرائيليين، وكما تعلمون عادة الإسرائيلي بتفعيل سياسية الاغتيال وهو يُشير على هروبه من الميدان ، لأن الفشل والإخفاق أصبح روتين لديه في الميدان أمام ما يأتي عليه من قصفٍ وردعٍ ووعد وتهديد ورسائل .

 

الإسرائيليون فاشِلون ونقاطهم المزعومة باغتيال القادة ليست نقاطًا بل هي تضيفُ الوضع تطوّرًا واشتعالاً، فلا تعمل على شلِّ حركة حزب الله ولا على حتى إعاقته عن عملياته، والميدان أصبح يتحدّث عن حزب الله كأن حزب الله صار كابوسًا يوميًا للشمال، بالمقابل الإسرائيلي يزداد الأمر عليه عبئًا وضررًا وهزائمًا وانكسارًا، وهذا ما أدى لجعل حزب الله متفوّقًا إستراتيجيًا في واقع الميدان أكثرَ منه

شاهد أيضاً

اليمن : حصيلة جديدة لضحايا العدوان الصهيوني على صنعاء والحديدة

ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة الحديدة إلى نحو 48 شهيداً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *