كشفت صحيفة نيويورك تايمز، تفاصيل الساعات الأخيرة لإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، مشيرة إلى أنه لم يخبر معظم موظفيه إلا قبل دقيقة واحدة من إعلانه على وسائل التواصل الاجتماعي، كما علمت نائبته كامالا هاريس عن قراره في اليوم ذاته.
وعن التفاصيل، تشير الصحيفة إلى أن بايدن أجرى مكالمة هاتفية من منزله الذي يقضي فيه إجازته في ريهوبوث بولاية ديلاوير، بعد إصابته بكوفيد -19، في وقت متأخر بعد ظهر السبت مع أحد أقرب مستشاريه، ستيف ريشيتي، قائلًا “أحتاجك أنت ومايك في المنزل”، في إشارة إلى مايك دونيلون، أحد كبار المستشارين الاستراتيجيين، وكاتب الخطابات.
سرية
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن الرجلين سرعان ما كانا في ريهوبوث، وعمل ثلاثتهم على واحدة من أهم الرسائل التاريخية في رئاسة بايدن، المتمثلة بإعلان الانسحاب من السباق الرئاسي بعد ضغط كبير من كبار الديمقراطيين والمانحين والحلفاء المقربين والأصدقاء.
ولم يخبر بايدن نائبته بقراره، إذ اتصل بها يوم الأحد لإخبارها، كما تحدث على انفراد مع كبير موظفي البيت الأبيض جيف زينتس، ورئيسة حملته الانتخابية أومالي ديلون.
وقبل دقيقة واحدة من نشر بايدن خطاب انسحابه، أخبر العديد من مستشاريه، بما في ذلك أنيتا دان، ثم أجرى زينتس مكالمة هاتفية مع مسؤولين آخرين في البيت الأبيض لتأكيد صحة الخبر، أعقبتها مكالمة مماثلة أجراها مع أعضاء الحكومة.
وبحسب الصحيفة فإن بايدن أخبر العديد من مستشاريه عن قرار انسحابه الساعة 1:45 ظهرًا يوم الأحد، قبل النشر على منصة إكس في تمام الساعة 1:46.
وكتب بايدن في خطاب انسحابه الذي نشره على المنصة: “أعتقد أنه من مصلحة حزبي والدولة أن أتنحى، وأن أركز فقط على أداء واجباتي كرئيس للفترة المتبقية من ولايتي”.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز إعلان بايدن الانسحاب قائلة “لقد كان التنازل مذهلًا ومتناقضًا، على وقع إنكار غاضب طيلة الأيام الماضية من حملة الرئيس الانتخابية… لقد سلط الضوء على كيفية قيام الرئيس بإبقاء المعلومات الخاضعة للرقابة المشددة بين دائرة صغيرة من الأصدقاء والمستشارين القدامى وأفراد الأسرة”.
وقرر بايدن إعلان انتهاء ترشحه على منصة إكس، بحسب أشخاص مطلعين، لتجنب المكائد والتسريبات التي منيت بها حملته في الأسابيع الأخيرة.
بايدن قرر التفكير بالانسحاب من منزله في ديلاوير
ومنذ وصول بايدن إلى ولاية ديلاوير مصابًا بفيروس كوفيد في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، كان هناك حقيقتان سياسيتان: الأولى ما ظهرت من خلال عزم الحملة الانتخابية على المضي قدمًا في دعم الرئيس، والأخرى، كانت تُطبخ داخل المنزل الذي مكث فيه بايدن.
ولم يكن أحد تقريبًا خارج المنزل يعرف ما كان يفكر فيه الرئيس حتى نشر بيانه على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد. حتى تلك اللحظة، لم يكن أمام حلفاء بايدن خيار سوى افتراض أنه مستمر بالحملة، حتى أوضح أنه انسحب.
انسحاب بايدن يفتح المعركة من جديد…
وبحسب ما تشير الصحيفة نقلًا عن أشخاص مقربين من بايدن، بما في ذلك مشرعون ومانحون وأصدقاء وعائلته، فإن القرار الذي اتخذه الرئيس كان أصعب قرار في حياته المهنية. وتدلل الصحيفة على عدم معرفة المقربين منه بتفكيره، بتلقي الرئيس التشجيع من المستشارين وأعضاء في الحزب الديمقراطي.
وطوال اليوم الذي أعلن فيه انسحابه، لم يكن هناك أي كلمة علنية من بايدن، الذي كان مع زوجته جيل، وآني توماسيني، نائب رئيس الأركان؛ وأنتوني برنال، كبير مستشاري السيدة الأولى، حول نيته الانسحاب.
وقال أشخاص مقربون من الرئيس إنهم شعروا بأن خطورة اللحظة تثقل كاهله. وبحلول مساء السبت، شعر بعض الأشخاص المقربين جدًا من الرئيس أن شيئًا ما سيحصل، وأخبروا الآخرين أن نهاية حملة بايدن تبدو حتمية لكن آخرين كانوا يسمعون رسالة مختلفة من الرئيس نفسه.
وكان السيناتور تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، أحد أقوى حلفاء بايدن، قد وجه إلى الرئيس رسالة قاتمة، بحسب ما قاله شخص مطلع على الاجتماع لصحيفة نيويورك تايمز، أخبره فيها بأن معظم أعضاء الكونغرس يدعونه إلى الانسحاب، داعيًا إياه، خلال الاجتماع الذي عقد في 13 يوليو/تموز واستمر 35 دقيقة، النظر إلى المخاطر التي تهدد إرثه الشخصي حال قرر المضي في السباق الرئاسي، ومستقبل البلاد، والخسائر التي يمنى بها الديمقراطيون في الانتخابات المقبلة. ليخبره بايدن أنه يحتاج إلى أسبوع آخر للتفكير. وبحسب الصحيفة فإن علامات التغيير في موقف بايدن ظهرت خلال مكالمة هاتفية جرت السبت، شارك فيها المستشار ستيف ريتشيتي، وآني توماسيني، ودونيلون.
واختار الرئيس، الذي لا يزال مريضًا، إعلان قراره عبر رسالة بدلًا من الكاميرا، وعمل على صياغته مع المستشار دونيلون، في وقت ركز فيه ريتشيتي على الخطوات التالية بما في ذلك متى وكيفية إبلاغ الموظفين. وانتهت صياغة الرسالة يوم الأحد، وكان أول من علم بالقرار هم نائبته كامالا هاريس، وكبير موظفي البيت الأبيض جيف زينتس، ورئيسة حملته الانتخابية أومالي ديلون، بحسب ما تنقل “نيويورك تايمز” عن أشخاص مطلعين.