التفاهة بين عصارة سيكوتين وعلبة ثنر !؟

عمر الناصر ||

قول الفيلسوف الأمريكي “آلان دونو” في كتابه “نظام التفاهة” : إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم ، لأن التافهين أمسكوا بكل شيء، بكل تفاهتهم وفسادهم، فعند غياب القيم والمبادئ الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً إنه زمن “الصعاليك الهابط”وكلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرته. يبدو ان عدوة الخلافات والصراعات قد وصلت الى مصطلحا “المنطق والمبادئ السامية ” وربما اصبحا قطبان متنافران ، في وقت اصبحت الثوابت تأخذ شكل الهرم المقلوب ولا يوجد هنالك اي جهة تستطيع وضع معايير لمنظومة الاخلاق السياسية والمجتمعية، ويبدوا إن مواقع التواصل قد نجحت فعلياً في اعطاء ترميز وخوارزميات ومفاضلة واولوية اكثر للتافهين اكثر من المفكرين ، وعلى مايبدو انها سياسة مدروسة وبقرار سياسي دولي لا تستطيع مجتمعاتنا مجابهتها الا من خلال مسك “صولجان الوعي الاستباقي” الذي لم تكترث لاهميته الحكومات المتعاقبة ، ولم تذهب لوضع استراتيجيات ذكية للحد او تقويض تلك الافة او حتى جعلها مقيدة من خلال الاستمرار بتحقيق سياسة الردع الذي قام به القضاء في فترة ماضية،لغرض تحفيز صانع القرار على اتخاذ موقف جريئ حيال ذلك، كما يحصل مع تقييد الحريات بعض الاحيان، لقد اصبح لزاماً على القائمين على المنظومة المجتمعية بكل تفاصيلها إبتداءاً من المؤسسة الدينية والنقابات والاتحادات والاعلام وانتهاءاً بمؤسسات المجتمع المدني ووزارات ومؤسسات الدولة المعنية مواجهة هذا الخطر الذي بدأ يفتك بالبنية الفوقية والتحتية للمجتمع ، لاننا لانستطيع استخدام ” ثنر ” لفك الالتحام الموجود بين برمجة العقول والدفق الاعلامي الموجه لنشر هذه الثقافة ، لانه وعلى ما يبدو ان هنالك جهات قد استخدمت ” عصارة سيكوتين ” اصلية لالصاق ” التفاهة ” بواقع مريض وبيئة ملوثة غير صحية جاء بها الاحتلال ، بحيث صار بإمكان أي جميلة جذابة بلهاء، أو شاب وسيم فارغ أن يعطوا النصائح والارشادات الملغمة ويمرروا رسائل الى المجتمع واستخدامهم بشكل ذكي ليفرضوا شخصيتهم على جيل يحتاج الى زخم وتعبئة وتوعوية فكرية لمقاومة تلك الطفيليات التي بدأت تنخر وتفتك بالنسيج المجتمعي عبر عدة منصات ومواقع الكترونية عامة، أغلبها منصات غير مرخصة وهلامية غير نافعة ، لا تخرج لنا بأي مستخلص علمي وقيمة ونضوج قادر على مواجهة التحديات الكبرى،الذي من المفترض ان تأخذ وزارة الثقافة والمراكز البحثية واخرين دورهم الحقيقي بابراز الخطط البحثية المستقبلية والبرامج التطويرية ، التي تبدأ اولاً من خطوة اجراء استطلاعات الرأي والمسح الشامل للفئات المؤثرة والمتأثرة بالتفاهة ،وتنتهي بالحلول التي تساعد الدولة على درء ومواجهة التحديات الداخلية.

انتهى/

شاهد أيضاً

وفد عراقي يبحث في أنقرة سبل حسم قضايا المياه لضمان حصص مائية عادلة للعراق

وصل إلى أنقرة قادماً من بغداد وفد وزارة الموارد المائية من أجل المشاركة في الاجتماع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *