د. حسين القاصد ||
والآن ، في الطف القديمةِ من بقي ؟
هي ميتةٌ رمت الحياة بمأزقِ
نهرٌ بلا جدوى ، وماء نيّءٌ
وهتاف طفلٍ في الوصال الأعبقِ
ماذا بقي ، كفّانِ ما ماتا هنا !!
رمحٌ ظلاميٌ لرأسٍ مشرقِ
والله ، يفترش الطفوف كأنه
ربٌ يفتش عن سرابٍ متّقِ
ماذا بقي ؟ ركض العراق جميعه
مازال يركض سائلا .. ماذا بقي !!
الموت لا يدري ، تقدم حائرا ..
حتى تزحزح مثل معتوهٍ شقي !!
وتراكم الدين الملوث هكذا ..
رمحٌ أسيرٌ فوقَه رأس نقي
الله يبتكر السبايا ، ياترى
من شوقهِ طلب الحسين ليلتقي ؟
الله يقطن خيمةً في طفه ..
والطف أعظم خالقٍ لم يخلِقِ
ما نفع اسلامٍ بلا رأس وما
جدوى السبايا غير دين موبقِ ؟
وتبسم الطفل النبيّ قضيةً
فاحت بمقتله كغصنٍ مورقِ
الموت شيء لايرى ، الا هنا
الله يذهلنا بموتٍ شيّقِ
يتفقد الرحمن موت حسينه ..
الله يرفض ميتةً لم ترتقِ
واختار ربك باب وجهك هكذا
رأساً حسيناً نزفه لم يغلقِ
مابين ربك والعراق مراحلٌ
عباسُ ، زينبُ ، أمةٌ لم تعتقِ !!
وأنا هنا ، وحدي ادخنُ أدمعي
للآن ، أعشق دمعةً لم تُشهقِ
وحدي وعاشوراء طين قصيدتي
احتار ، اي الذكريات سأنتقي ؟
قلبي على ربي يراقب أهله !!
من ذا يغيث الله ؟ ينقذ من بقي ؟
من لي بأمي !! كي ألوذ بحزنها
وبخبزة العباس أقنع منطقي
احتاج (شيلتها) ونذر دموعها
احتاج بيرق دمعها المتألقِ
للآن نرفو دمعنا بدمائنا
ونخيط آلاماً برأيِ ممزقِ
اي يا (عليّ العالمين ) عراقنا
صدقٌ لفرطِ أنينهِ لم يصدقِِ