حافظ آل بشارة ||
هناك حديثان مؤكدان وردا عن المعصوم (ع) الاول : احيوا امرنا رحم الله من احيا امرنا.
والثاني : كل يوم عاشوراء، وكل ارض كربلاء.
ما هو أمر اهل البيت (ع) الذي وجب احياؤه؟ انه عنوان مختصر (انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي) انه هداية الأمة والاصلاح وهيهات منا الذلة ورفض الخضوع للظالمين، ولابد من استثمار ذكرى واقعة الطف لتجديد هذا الامر ، بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح ما فسد من امور البلاد والعباد وامور المسلمين، والاصلاح في الأمة مفهوم واقعي يقتضي تطبيقه التعميم على كثير من التفاصيل، يبدأ داعية الاصلاح باصلاح نفسه، ثم اصلاح اسرته، ثم اصلاح مجتمعه، فليس مجديا ان يسعى المصلح لاصلاح المجتمع وهو عاجز عن اصلاح اسرته، او ينادي بالاصلاح وهو عاجز عن اصلاح نفسه، ولاتمام الحجة فقد اكد المعصوم ان كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء، اي ان قضية كربلاء عابرة للزمان والمكان ولها مصداقها الواضح والحتمي في كل عصر ومصر، ففي كل مكان وزمان هناك معسكر الحسين ومعسكر يزيد، واحيانا يعجز الناس عن التمييز بين المعسكرين في زمانهم بسبب الجهل والتجهيل والاستنعاج المنظم، وهنا يترتب على العلماء الصالحين توجيه الناس واخبارهم من هو حسين العصر ومن هو يزيد العصر.
ان ورثة يزيد الحاليين يعلمون جيدا ان التشيع دائما يعني البحث عن معسكر الحسين والانضمام اليه بالمعرفة والبصيرة ثم ممارسة النصرة عمليا بالاصلاح وكلمة الحق او بحمل السلاح عند الحاجة، لذلك استهدفوا التشيع ونجحوا في تشكيل معسكر غفير منشغل في رثاء الامام الحسين عليه السلام، رثاء متواصلا وهو تعامل احادي مع القضية، ويدعي اصحاب هذا المعسكر ان هذا العمل هو المقصود بـ(احيوا امرنا)، بينما احياء الامر يعني دعوة الاصلاح، ومعرفة من هو حسين العصر ومن هو يزيد، اما اذا بقي احياء الامر مقتصرا على الرثاء والقصائد والبكاء فقد يجد الانسان نفسه جنديا في معسكر يزيد وهو لا يدري، كثير من الناس بفضلون هذا النوع من احياء محرم لأن النوع الآخر يعني التعرف على حسين المرحلة ويزيدها، والتعبئة والاستعداد للنصرة وذلك يعني التضحية بالنفس والمال والسمعة وتلقي كل انواع الهجمات فان لم يكن قتلا فالتسقيط والتشويه وفضائح الذكاء الاصطناعي المفبركة، واكثر الناس يفضلون الطريقة الاولى، وذلك يعني ان سلوكهم مع الحسين الاخير مثل سلوكهم مع الحسين الاول في الجهل والتشكيك والخذلان، ولا يعلمون ان يزيد المرحلة بكل انواعه المعروفة مرتاح لهذه النتائج..