يسعى منتخب الأرجنتين بقيادة نجمه الأسطوري ليونيل ميسي إلى تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في أن يصبح أوّل منتخب من قارة أميركا الجنوبية يفوز بـ”التاج الثلاثي” لـ3 ألقاب كبرى تواليا، إذا تمكّن من التغلب على كولومبيا التي تقف حجر عثرة في نهائي بطولة كوبا أميركا لكرة القدم اليوم الأحد في ميامي.
وبفضل ميسي الخارق، أتبع منتخب “السيليستي” لقبه في المسابقة القارية عام 2021 بتكريس عالمي في مونديال قطر بعد عام، وقد تقدّم في النسخة الحالية من كوبا أميركا من دون الكثير من المعاناة، حيث سيواجه مواطنه نستور لورنسو الذي يشرف على تدريب المنتخب الكولومبي.
وفي مفارقة، وحده المنتخب الإسباني الذي وصل بدوره إلى نهائي كأس أوروبا المقامة في ألمانيا حيث سيواجه قبل نهائي كوبا أميركا المنتخب الإنجليزي، فاز بـ3 ألقاب كبرى تواليا، حيث توّج بكأس أوروبا 2008 وأتبعها بمونديال جنوب أفريقيا 2010، ليعود ويكرر فوزه بالبطولة الأوروبية بعد عامين.
وسيسمح الفوز، في حال نجح رجال المدرب ليونيل سكالوني في السير على خطى “لا روخا” ورفع كأس لقب كوبا أميركا، في فضّ الشراكة مع الأوروغواي كأكثر المنتخبات فوزا باللقب القاري (15 لكل منهما).
من ناحيتها، أبهرت كولومبيا الجميع خلال مشوارها على الملاعب الأميركية، وتأمل في تحقيق مفاجأة مدوية على ملعب هارد روك، موطن فريق ميامي دولفنز الذي يلعب في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية، عبر حرمان ميسي ورفاقه من التتويج.
نهائي يورو 2024.. اليوم بقمة كروية
تبحث إنجلترا عن مواصلة نسقها التصاعدي وإحراز كأس أمم أوروبا لكرة القدم للمرّة الأولى في تاريخها، لكنها ستواجه في نهائي نسخة 2024، الأحد في برلين، تشكيلة إسبانية موهوبة كانت الأفضل على مدى شهر وترغب في الانفراد بأربعة ألقاب قياسية.
وكانت إسبانيا، بقيادة الجناحين الشابين لامين جمال ونيكو وليامز، المنتخب الأفضل والأكثر جاذبية حتى الآن في البطولة.
وهي الوحيدة التي حققت 6 انتصارات متتالية، وبعضها أمام منتخبات كبرى مثل كرواتيا (3-0) وإيطاليا حاملة اللقب (1-0) في دور المجموعات، ثم ألمانيا المضيفة 2-1 بعد التمديد، وفرنسا وصيفة بطل العالم مع نجمها كيليان مبابي 2-1 في ربع النهائي ونصف النهائي.
في المقابل، ورغم ثروة المواهب أمثال بيلينغهام نجم ريال مدريد الإسباني وهاري كاين الباحث دائما عن لقب أوّل في مسيرته، وفيل فودن أفضل لاعب في البريميرليغ، كان مشوار إنجلترا متذبذبا.
فقد بلغت ثمن النهائي على وقع رمي جماهيرها أكواب الشراب على المدرب غاريث ساوثغيت غير راضية عن الأداء.
وأنقذها من خروج مذل في ثمن النهائي أمام سلوفاكيا هدف أكروباتي لبيلينغهام في الرمق الأخير، واحتاجت إلى ركلات الترجيح للتغلّب على سويسرا، قبل إقصاء هولندا في الوقت بدل الضائع 2-1 في نصف النهائي.
مباراتها الأخيرة التي حسمها البديل أولي واتكينز في دورتموند الأولى المقنعة، والتي رفعت أسهمها لنيل أوّل لقب كبير منذ تتويجها بمونديال 1966 على أرضها، ولو أنها عادلت فيها من ركلة جزاء مشكوك بصحتها لقائدها كاين، الذي يتصدّر ترتيب الهدافين بثلاثة أهداف، متساويا مع 5 لاعبين آخرين بينهم الإسباني داني أولمو.
وفي حين تخوض إنجلترا أوّل مباراة نهائية كبرى خارج أرضها، تأمل في عدم تكرار سيناريو نهائي النسخة الماضية، عندما خسرت أمام إيطاليا بركلات الترجيح نهائي ملعب ويمبلي على أرضها.
وقد قال لاعب وسطها ديلان رايس لشبكة بي بي سي “رؤية إيطاليا ترفع ذاك اللقب ستطاردني إلى الأبد. تسنح الآن فرصة جديدة لنا حيث يمكننا كتابة تاريخنا، لكننا نواجه خصما علينا احترامه كثيرا”.
وفيما يبدو مستقبل ساوثغيت مجهولا بعد النهائي، قال ابن الثالثة والخمسين الذي يشرف على “الأسود الثلاثة” منذ 2016 “جئنا إلى هنا كي نفوز. نواجه أفضل فريق في البطولة، ولدينا يوم أقل للتحضير، لذا سيكون امتحانا صعبا”.
نهضة إسبانية
وعطفا على أدائها الجميل في بطولة لم تستجب لمتطلبات المشاهدين الراغبين بعروض حماسية ممتعة، تبدو إسبانيا مرشّحة لتخطي إنجلترا في أوّل مواجهة كبرى بينهما منذ 1996.
إسبانيا التي هيمنت على كرة القدم العالمية بين 2008 و2012، محرزة كأس أوروبا مرتين وكأس العالم 2010، تراجعت في السنوات الأخيرة، قبل أن يقودها المدرّب لويس دي لا فوينتي في البطولة الحالية إلى استعادة موقعها.
كان مشوار “لا روخّا” مخيّبا في كأس العالم الأخيرة في 2022، إذ ودّعت من ثمن النهائي وأقيل مدرّبها لويس إنريكي.
بطلة دوري الأمم الأوروبية العام الماضي قدّمت أداء سلسا وهجوميا، وخصوصا لاعب برشلونة المغربي الأصل لامين جمال، الذي أصبح بعمر السادسة عشرة أصغر مسجّل في تاريخ البطولة.
والمواجهة الأبرز في أدوار متقدمة بين إنجلترا وإسبانيا في بطولة كبرى كانت في ربع نهائي كأس أوروبا 1996، حينما فازت إنجلترا بركلات الترجيح بعد تعادلهما من دون أهداف، وتواجها آخر مرّة في دوري الأمم الأوروبية 2018، عندما فازت إسبانيا 2-1 خارج أرضها، ثم ردّت إنجلترا 3-2.