رياض البغدادي ||
لنا مع الصلاة قصة، ولنا مع الصيام قصة، ولنا مع الدعاء قصص كثيرة، فهل لنا مع الحسين قصة؟
يكفي ان المواظبة على زيارة الحسين بانتظام هي بحد ذاتها قصة، والدمعة المرتعشة بين شعيرات جفوننا، والمتهيئة للنزول في كل ذكر نسمعه للحسين هي قصة، نعم هي قصة الحزن الابدي، الذي خلده الله تعالى في قلوب المؤمنين …
والأهم من ذلك كله، يجب أن نعلم أن انحيازنا لمن يحمل قضية الحسين هي قصة القصص، ذلك لأنها تجعلنا في قلب الطف، بكل دمويته وعذاباته ووحشية اشراره..
كثير من المسلمين ممن عاصروا الحسين من فاقدي البصيرة، كانوا ينظرون الى الحسين على أنه صحابي، حاله حال يزيد وآلاف الصحابة غيره، وصراعه مع بني أمية انما هو مجرد صراع سلطة وسياسة ومصالح، واليوم نحن نعيش التجربة نفسها، في زمن مشابه لزمن الحسين، إلا أن الذي يمثل قضية الحسين في هذا العصر، ويحمل رايته في الدفاع عن الإسلام، هو عالم مرجع، ولكنه ليس كسائر العلماء المراجع، فلا تقع في نفس ما وقع فيه المسلمون، الذين فشلوا في قراءة الصراع على حقيقته، ولم يقفوا بجانب الامام في حينها ..
انتبهوا .. فهذه الحياة قصيرة الأمد، ومخيفة الأحداث، ومرعبة العاقبة، هذا لا يعني أننا نتخلى عن باقي علمائنا ومراجعنا اعلى الله مقاماتهم، فكل علمائنا خير وبركة، لكن هناك من تصدَّرَ الصفوف وحمل الراية…
اعلموا ان ارتفاع اصواتنا ب (يا ليتنا كنا معكم ) هو شعار نرفعه، وسيكون فارغًا وليس له أية قيمة، إن لم نفهمه جيدًا، فنحن واثقون بأننا لن نعود الى زمن الحسين، ولن يتوقف الزمان ليفسح لنا الله فرصة العودة الى زمن الحسين، لنحضر الطف معه، فما الداعي لهكذا معجزات؟!
خاصة واننا فعلاً نعيش الطف ذاته، ولكن بقليل من الفهم ستتضح لنا الصورة..
ان الطفوف لا تختلف عبر العصور والازمان، وطف هذا الزمان لا يختلف عن طف الحسين، فطف الحسين هو صراع الايمان كله مع الكفر كله، وطف هذا الزمان وكل زمان هو صراع الإيمان كله مع الكفر كله، الفارق إن طف الحسين كان يقوده المعصوم، و طف هذا الزمان يقوده نائب المعصوم ..
فلا تتصور ولا تسمح لإعلام الشر ان يتغلغل في عقلك، فالأرض لا تخلو من طف تعيشه في كل زمان، كما ان الأرض لا تخلو من حجة، هذا يعني انها لا تخلو من – صراع – صراع الخير والشر، وإلا فما الداعي لوجود حجة، إن لم يكن ثمة صراع؟ فصراع الحق والباطل، صراع الخير والشر، ابتدأ بابتداء الخليقة، فالطف الأول كان يقوده آدم، ومن يمثل جبهة الشر فيه هو إبليس اللعين…
فاعلم يا أخي ان لكل زمان طفًّا، وأنا وانت نعيش كل تفاصيله وجراحاته وآلامه، وبشيء من البصيرة، سنتبع القائد الذي يقود طف هذا الزمان، القائد الذي يقود كل جبهاته، في البر والبحر والجو، عبر حدود الكثير من البلدان، في مواجهة الكفر العالمي، الذي تمثله امريكا .. الشيطان الأكبر ..
والعاقبة للمتّقين.