رضا جوني الخالدي ||
عندما يريد الله أن يُنزّل دينًا لأهل الأرض فلابد من حاملي هذا الدين في الأرض، فأوجد الله محمد وانزل ذلك الكتاب المبين على الصدر المكين.
فجاء الرسول وقال هذا دين الله الواحد فأعتنقوه وامنوا بالله وحده لا شريك له، فكان قتال الاسلام انذاك هو ضد الكفر والشرك وعبدة الاوثان والاصنام، قال تعالى ( لا تقولوا آمنا قولوا اسلمنا) فكثير من دخل الأسلام ولكن قلبه عامر بالحقد والبغض والموبقات، فهذا لا يصح أن يقال عنه مؤمن بل مسلم اللسان فقط.
المراد بهذا المقال هو أن الحسين كيف ثبّت هذا الدين؟
الاسلام بعد الحسين ليس كما قبله، الأمام الحسين (ع) قاتل من هم داخل الاسلام اي من يؤمنون بالله ورسوله في لسانهم ، والحقيقة هم يؤمنون بالكفر والضلال، فالحسين هنا اراد أن يظهر صورة الاسلام الحقيقية لدى الناس ، وكأنه يقول أنا دين جدي أنا دين الله الاسلام، وليس من ادعى بذلك غيري ، ليظهر بأن معاوية ليس الأسلام، ويزيد ليس الأسلام والزبير ليس الأسلام، كل هؤلاء ليس الأسلام، فأنا الاسلام.
لو قاتل الحسين(ع) من هم خارج الدين لبقي الدين ملطخ بتشويهات هؤلاء من يدعون الأسلام يوهمون الناس بأنهم مسلمين ومؤمنين،
كما لو استمر الحسين (ع) بحياته دون قتال فيكون قد جعل الكثير من الناس يجهلون الدين ولا يعرفون الحق من الباطل، لان بنو امية قد غيّروا الكثير والكثير في الاسلام وشوهوا ذلك الدين القيّم.
علاوة على ذلك الأمام كان عارف أن الناس قد خدعوا بأساليب معاوية ويزيد بن معاوية، والاعيبهم ودهائهم فقد عزفوا ملحنين ذلك الدين على مقاساتهم وسلطانهم ، فما كان من الحسين الا أن يقول ايها الناس اسمعوا وعوا هذا ليس دين جدي فدين جدي (يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويعدل بين الناس ، ويقوّم اعوجهم ويحسن لضعيفهم، فبهذه المعرفة الامتناهية عند الحسين ، فهم بأن بنو امية اصعب من كلام الحسين هذا، فما كان عند الحسين الا أن يُقاتل او يأخذ حكماً ليظهر الدين الذي جاء به محمد(ص) جده.
ولكن هذه الطريقة التي اختارها الحسين(ع) ايضًا غير كافية لتبيان الحق بكل صوره، فعزم أن يأخذ كل ماعنده من يخص جده محمد من رجال ونساء واطفال ويسافر قاصدًا كربلاء، ليعرف العالم هؤلاء بيت رسول الله هم اهل الدين والورع والتقوى هم لباس الدين وهم باطن الدين وعلم الدين ، فقد جاءوا ضد من ادعى الدين فتمسكوا بنا لا بعدونا وعدو الدين.
فهذه الطريقة الوحيدة التي نجح الحسين بها لارجاع الدين الحقيقي ويحافظ عليه من ايادي الكفرة والسلاطين.
رضا جوني الخالدي