كندي الزهيري ||
المنبر الإسلامي؛ له قدسية عظيمة بحياة الشعوب الإسلامية، لما له من دور بارز، بتوجيه الأمة، وكشف الحقائق، وتوضيح الاتجاه، لذا؛ نرى مدى حرص دول الاستكبار العالمي، على ضرورة أن يكون المنبر الإسلامي أسير هو الأخر بأيديهم، وأن لا يخرج من الدائرة المرسومة له، لكونهم يعلمون مدى خطورة المنبر، على خططهم بالسيطرة على الأمة الإسلامية. نحن في محرم الحرام ؛ المطلوب من جميع خطباء الأخيار، أن يكونوا على جاهزية تامة، على أعلى مستوى من جودة الخطاب، لما تمر به الأمة من ظروف عصيبة، هذه الظروف لها تداعيات شديد الْخَطَر على مستقبل الإسلام والمسلمين وعلى الإنسانية جمعاء، لذا؛ يرجى منكم أن يكون هذا المنبر في هذه السنة منبر “مقاومة”، وتوضيح دورها ، وما تقوم به من عمليات عسكرية دفاعًا عن حرمات الإسلام، أن هؤلاء المقاومين ما خرجوا لطلب سلطة إنما خرجوا كما خرج القائد الثوري المقاوم الإمام الحسين بن أبي طالب (ع)، من أجل الدين والكرامة والحرية والعدالة، هذه من الناحية العسكرية…
أما من الناحية الحرب الناعمة ، يجب أن يركز على ضرورة مكافحة الفيروسات الفكرية التي يرسلها إلينا الغرب، ومنظماته الفاسدة ، لتدمير المجتمع وجعل منه( خاضع وذليل ومفتت ، لا بوصلة له ولا تأثير، مسلوب الإرادة خاضع تمامًا لدوائر الفساد الغربية وأفكارهم المنحرفة) .
كما أن على خطباء المنابر الكرام، أن يكشفوا وجه الغرب الحقيقي ، وكيف يتعامل مع بازدواجية المعايير، وما هي غاياته، التي جعلت من الغرب ينتفض دفاعًا عن قاتل الأطفال في فلسطين والعراق واليمن ولبنان، ولماذا الغرب يسيطر على مقدرات الشعوب الإسلامية!.
وكيف يمكن لنا كمسلمين أن نمنع تسلط الغرب على قرارنا السياسي والإقتصادي والإجتماعي!.
المنبر ؛ على درجة من الوعي ومؤهل إلى إدارة هذا المِلَفّ المهم والحساس.
نمر اليوم بوقت عصيب من تاريخ هذه الأمة ، لذا؛ يجب علينا جميعًا أن ننصت جيدًا لما يجود به المنبر، وعلى الخطباء الكرام، أن ينتهزوا الفرصة، لكون المجتمع خلال هذه المدة يعطي عقله وقلبه وسمعه وبصره، إلى المنبر، ليرى ماذا سيقول وكيف سيتعامل مع الأحداث.
الفرصة الحقيقية لنشر خطاب المقاومة، وتعريف أهدافها الستراتيجية ، وما هو المستقبل الذي يرسم بدماء هؤلاء الفتية، الذين تركوا الدنيا وسكنوا الجبهات، دفاعًا عن دين الله -عز وجل- ، وحث المجتمع على ضرورة أن يكون قاعدة حقيقية واعية وداعمة للمقاومة، أن هؤلاء الأخيار يقومون بدور تاريخي فاصل من تاريخ هذه الأمة… نعلم جيدًا أن محرم الحرام وفي كربلاء، يأتيها من كل فج عميق، أقوام من كافة الجنسيات العربية والإسلامية والدولية، وهذا أعظم حدثًا يجمع العالمين، لذا؛ أنها فرصة ذهبية لتعريف العالم أجمع ، المقاومة الحقيقية، وليست تلك الذي ينشرها الإعلام المزيف إعلام الشيطان الصيهيوامركي. وعلى الجَمهور الحسيني وأصحاب المواكب الكرام ، أن يقوم بدور الفاعل بنشر التوعية عبر الصور الإعلانية، على الطرقات ونشر صور الشهداء من الأطفال والنساء الذين قتلوا على يد المجرمين والإرهابيين الصهاينة والأمريكان ومن أتبعهم ، ليعرف العالم حقيقة ما يجري.
إمّا تقوم به المقاومة هو امتداد لثورة الطف الخالدة، واستجابة للقائد المقاومة الإمام الحسين عليه السلام، برفض الظلم ونصرة المظلوم، ومحاربة الخونة والمطبعين، الذين نصبهم النظام الغربي الإرهابي، لقتل روح المقاومة في نفوس الشعوب الإسلامية، لا سيما الشعوب العربية، سعى هؤلاء الحكام إلى عمليات قتل لعقول المقاومة، وتدميرها في نفوس الشعوب، ومساعدة الغرب بمحاصرة كل شعب مقاوم يرفض الخضوع والخنوع لسياساتهم وثقافاتهم الفاسدة.
إننا اليوم ننتظر بشوق إلى ما يقوله الخطباء الأفاضل، وكلنا أمل أن يكون الخطاب هذا العام خطاب مقاومة.
الطف؛ خط ممتد وفاصل بين الحق والباطل، فمن أراد الكرامة والحرية والعدالة، عليه أن يعمل بما جاءت فيه كربلاء، من مشروع قائم على الوقوف بوجه الفساد والظلم والاستكبار ، وأن يكون الإنسان حرًا ومسؤولًا أمام نفسه وإنسانيته وعقيدته ودينه، وأن لا يشتري الدنيا ببيع حريته للشيطان…
الإمام الحسين عليه السلام، رسالة وجود ومشروع إنساني خالد، لجميع الأمم، فمن أراد الحرية والعدالة والكرامة والتطور، عليه التمسك بمشروع الحسين عليه السلام، والعمل بما جاء فيه من الحق.
كندي الزهيري…