المنبر الحسيني ومعالجة الانتقال الضارب للقيم والانفلات المخزي للاخلاق ..!!

غيث العبيدي ||

بعد أن تحطمت ”صورة الاب التاريخية“ وسحبت ”الجنة من تحت اقدام بعض الأمهات“ وفقدت الأسرة ”الاهلية المعروفة والرمزية المعتادة“ وانقرضت بعض ”مصادر الاستقامة“ وصعدت ”المنصات المرتبطة بالغريزة“ وشاعت تصورات ”الفرد سيد نفسة“ بكل ماجادت به تلك النفس الإمارة بالسوء والقباحة، وغابت ”وصفات الحياء“ التي تليق بالانسان، وإدمنت الحشود ”البرامج والمرئيات المثيرة“ وتنزهت في ”حقول الألغام العاطفية“ فاندفعت الشعوب نحو الشارع، واكتنزت العقول القضايا المرتبطة بالتفاهة، وانقلبت المبادئ وغربت القيم، وأصاب الشرف الرفيع الأذى!! وسحب بساط الوقت من تحت الاقدام، وماتت همة الصدق وعاش جلاد الكذب، والأزمة أزمة أمة!!

واقعة ألطف التي أقيمت على مسطحة كربلاء، وألمحاطة بالغرباء، كان الإمام الحسين ع فيها كالصقر المنقض، فكلما سقط أحدا من الصفوة، أنقض إليه بروح شامخة وعيون صالبة النظر لأعداءه المتبارين على النذالة !! فيرفعة وياتي به ألى حيث يعسكر أصحابه، تحسبا للإهانة، لانه يعرف أن عدوه ”سفيه خالي من ألقيم ومنزوع ألاخلاق ويعاني من أزمة شرف“ والواجب الديني وألأخلاقي عند أمامنا الحسين عليه السلام متصلان لا ينفصلان، لم تحكمه ظروف ألمعركة ولم تؤثر عليه أهوال ألواقعة.

ومن هذا ألمنطلق لا يجب تجميد ألمنبر الحسيني وعزلة عن واقع الأمة وأحوال المجتمعات، وأقتصاره على الخطابات التجريدية، البعيدة عن هموم الناس وأحوالهم، ويجب مراعاة التجدد والتطور ومزاوجة موضوعات العصر المهمة، تحديدا تلك التي ذكرناها في اعلاه، وربطها بالنصوص التاريخية والسلوكيات الأخلاقية للامام الحسين وسائر الأئمة عليهم السلام، لصناعة خطاب منبري ”مؤثر وذو قيمة عالية“ وجعل المنبر الحسيني وسيلة تفاعلية ”للتصويب والتأثير“ وتغيير العادات الدخيلة التي أصابت مجتمعاتنا الإسلامية في مقتل.

وبكيف الله .

شاهد أيضاً

رغم سوء الأحوال الجوية . . الحشد الشعبي يواصل تأمين الحدود العراقية السورية

يواصل رجال الحشد الشعبي عمليات الانتشار على الحدود العراقية السورية لتأمينها من تسلل العناصر الإرهابية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *