حسين الذكر ||
حيث يلتقي الفن والرياضة والادب والتاريخ والاجتماع والسياسة والدين .. هي خليط وامتزاج جميل جدا محبب يدل على حرية جديرة بهذا الشعب ان يدلوا بدلوه وان تكون نتاج ثقافة اصيلة تنطلق من حاجة الشعب واليه ..
صباح كل يوم جمعة ازور شارع المتنبي كعيد حقيقي نتعطر بفوحه المنبعث من أعماق التاريخ والتراث والحاضر حيث تنسجم المشاهد برغم تناقضها أحيانا جراء حرية تعبير نعيشها فعلا .. الا ان المشهد برمته – على ما يبدو – يبحث عن علاجات عراقية وطنية . في هذا الميدان الثقافي والمشهد الإعلامي نلتقي بوسائل اعلام وندلوا بتصريحات مختلفة بفحواها ومعناها لكنها تصب باتجاه واحد لا يخرج عن خدمة ملفاتنا العراقية .
سالت اليوم اسئلة مختلفة ..
الأول عن ذكرى ثورة العشرين فقلت : ( ان هذه الثورة تعد حركة جماهيرية كبرى توسطت عهدي نهاية قرون الظلام والجهل والمرض والفقر وما لحقها من احتلال جديد باسم التحرير وكلاهما يحملان ذات المغزى والمعنى .. وان الثورة امرها عجيب فاحداثها كبرى لكن مخرجاتها وبالا على الثوار .. فالمضحين اصبحوا ضحايا لاحقا فيما افاد المتصيدين بجميع الامتيازات . وتلك مفارقة تستحق إعادة الدراسة بشكل يمكن ان يشكل عبرة في انطلاق الاحداث المهمة وتوجيهها والإفادة من مخرجاتها .
الثاني : من مؤسسة مجتمع مدني طالبوا توضيحا بين الفن والتهريج .. فقلت : ( ان الفن والاعلام والرياضة وجميع أنواع الثقافات أصبحت في عالم اليوم أسلحة ناعمة يمكن التوغل من خلالها الى أعماق الذات المجتمعية وما تؤديه من تاثير سلبي وخسران كبير ما لم ننتبه اليه ونعالجه بذات العقلية والمسؤولية والهدفية الموجه الينا من قبل الاخر .. وعلى العكس نستطيع ان نوظف هذه الثقافات كوعاء وغطاء وسهام ثاقبة تسدد نحو المهاجمين لدرأ الاخطار ليكون المجتمع اكثر وعيا وعلى قدر المسؤولية .. فلا يمكن لاي عنوان ثقافي بجمع مخرجاته ان يسمى فنا ما لم يصب في الصالح الوطني العام .. فضلا عما نسميه بالتغريب الخاضع للتقليد الاعمي بصرخات وصيحات لا تحمل مضمون الفن ولا تؤدي لرفع شانه .. بل تموه على الحقيقة التي ينبغي ان تكون فيها رسالة الفن سامية وترفع شان الامة والا فلا قيمة لكل التهريج المزيف والتغفيل الممنهج .
اما السؤال الثالث : فكان عن الحرب النفسية والإعلامية التي انطلقت مع اجراء قرعة اسيا المؤهلة لمونديال 2024 .. حيث اصبح ( كراج حويدر ) مصطلح ترند عراقي قبالة ما سمع من المنافسين الاخرين .. فقد سارعت الجماهير ووسائل الاعلام لاطلاق هذا العنوان كنتيجة حتمية للتعاطي والتنافس وبث الرعب في نفوس الاخرين . والذي مفاده ان ملعب مدينة البصرة سيكون بمثابة رصاص يطلقه لاعبونا نحو شباكهم ولا يمكن الخروج منه الا وهم خاسرين . مع خطورة استخدام المصطلحات التي يمكن ان تستخدم كسلاح ذو حدين .. الا اننا نرى ضرورة إدارة الحرب النفسية كاحد اهم وسائل الصد والدعم للمنتخب بمسيرته التاهيلية نحو كاس العالم .