شهيد الولاية ميثم التمّار (رضوان الله تعالى عليه)

د . صفاء السويعدي ||

هو أبو سالم ميثم بن يحيى التمار النهرواني العجمي ( رضوان الله عليه ) ، ولد بمدينة النهروان أحد ضواحي الكوفة قديماً .
كان يبيع التمر بالكوفة فلُقب بالتمار ، مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وخاصته وحواريه ، ومستودع أسراره ومغرس علومه
قال ميثم التمار لابن عبَّاس: يا ابنَ عبّاس ، سَلْني ما شئتَ مِن تفسير القرآن ، فإنّي قرأتُ تنزيله على أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وعلَّمني تأويله . فقال : يا جارية ، الدواةَ والقرطاس . فأقبل يكتب .
كان عنده علم المنايا والبلايا والتفسير وصلابة الإيمان واليقين ، زاهد صوّام قوّام فصيحٌ بليغٌ راعية الحق .
كان شأن ميثم شأن سلمان المحمدي مع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كان سلمانُ مملوكًا في المدينة وكان ميثمُ مملوكًا في الكوفة ، فاشتراه أميرُ المؤمنين ( عليه السلام ) وأعتقه وقرّبه وأدناه ، حتى صار من أقرب الناس إليه ، وما قتله ابنُ زياد إلاّ على هذه الصحبة وعلى الشهرة بالولاء .
وكان أميرُ المؤمنين ( عليه السلام ) يحبّ ميثماً حبّاً جمّا ، وكان عندما يخرج من الجامع فيجلس إلى ميثم في دكانه يحدّثه وميثم بائع تمر .
في مثل هذا اليوم ٢٢ ذو الحجة من سنة 60 للهجرة كانت شهادة ميثم التمار شَنقًا على يد ابن زياد وكان ذلك الجزاء لميثم من أجل ولائه للإمام الحسين ( عليه السلام )
أحضر ابنُ زياد ميثمًا وقال له : لتبرأن من علي ( عليه السلام ) وتتولّى خلافة عثمان أو لأقطعنّ يديك ورجليك وأصلبك! فأبى ميثمُ ( رضوان الله تعالى عليه ) ولم يذكر مولانا علي ( عليه السلام ) إلاّ بالعظمة والعلم ، فأمر ابنُ الأَمة الفاجرة عبيدُ الله بن زياد بقطع يديه ورجليه وصلبه على الخشبة .

فلمّا رُفع على الخشبة صاح بأعلى صوته : أيّها الناس ، من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن عليّ بن أبي طالب قبل أن أُقتل ، والله لأخبرنكم بعلم ما يكون إلى أن تقوم الساعة وما يكون من الفتن وهو يحدّث الناس وهم مجتمعون حوله بفضائل علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه ) وبني هاشم والعجائب وبمخازي بني أمية وهو مصلوب على الخشبة ، فقيل لابن زياد : لقد فضحكم هذا العب د، فقال : ألجموه ، فأُلجم بعدما طُعن بالحربة ، فكان أوّل خلق الله أُلجم في الإسلام وهو يحدّث ، بعدما ابتدر منخراه وفمه دماً عبيطاً ، فأمر اللعين ابنُ زياد بقطع لسانه ليقطع بيانه ، فقطعوا لسانه فخضبت لحيته بالدماء ، ثمّ طعنه لعينٌ في خاصرته فأجافه ، فكبّر وفاضت روحه الزكية .

بغداد

Check Also

المرجعية الدينية تطلق مبادرة لدعم مرضى النازحين

أطلق مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني في بيروت مبادرة جديدة تهدف إلى تقديم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *