عبد الجبار الغراب ـ اليمن ||
كانت لإنطلاقتها السريعة والمشروعة رسمها للوقائع والمعطيات والمتغيرات الجديدة على الخارطة الدولية، عصفت بالصهاينة والأمريكان وإسقطت معها هبيتهم ومكانتهم العالمية، وأظهرت بوضوح الأوضاع المآساوية الحقيقية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وحصولها على نتائج واقعية عبرت عنها أغلب الشعوب العالمية بالأصطفاف والتضامن مع الحق الفلسطيني، وأوضحت المواقف المخزية والسكوت والصمت المريب للملوك والحكام الأعراب من مجازر الكيان الصهيوني بحق سكان قطاع غزة، وجاءت بحقيقة الأقوال الصادقة بالأفعال والإسناد لمواقف مايطلق عليها وحدة الساحات لمحور المقاومة للدفاع عسكريًّا عن القضية الفلسطينية، وعرت وكشفت العنصرية المقيتة وألاعيب الغرب والأمريكان بالحقوق الإنسانية وازدواجية معايرهم وكيلهم بعدة مكاييل لصالح الصهيونية العالمية، وأخذت إعترافات من دول جديدة بالدولة الفلسطينية، وجردت الكيان من كل مبادئه الإنسانية ليصبح ولأول مرة منذ تاريخ نشأته في عزلة ومطاردة من قبل المحاكم الدولية ومدان بإرتكابه للإبادة الجماعية، وأربكب حسابات الكيان السياسية والعسكرية وخلقت بينهم الخلافات والانقسامات بين المكونات والأحزاب:. هذه هي معركة (طوفان الأقصى) والتي أستطاعت وبغصون ساعات تحقيقها للإنتصار والذي عجزت عن تحقيقه جيوش لدول عربية مجتمعه طيلة 75 عام، والتي وضعت من خلالها المقاومة في جعبتها مختلف الأوراق الخالقة للنصر قبل تنفيذها للعملية بإمتلاكها لإستراتيجيات عديدة وموضوعة جاعلة لإحتمالات المواجهة مع الكيان دراسة وإستعداد وقدرة تمكنهم على التصدي والصمود ولتسعة شهور وهم يسطرون اروع الملاحم الجهادية في مواجهة كل أشكال وانواع الإبادة الجماعية التي يمارسها الإحتلال الإسرائيلي العاجز عن تحقيق كل أهدافه المعلنة أو المخفية.
إستراتيجيات رادعة قوية أحدثتها قوى محور المقاومة الإسلامية وفرضت معها توازنات عسكرية مرعبة للأمريكان والصهاينة الذين سارعوا في إنقاذهم للكيان من خلال الدعم والإسناد المباشر عسكريآ وماليآ ولوجستيآ وسياسيآ، ليغوصوا في معضلات عميقة من خلال بروز أحداث ووقائع جديدة سطرتها قوى محور المقاومة فمن عملية “الوعد الصادق” ونفاذ الصبر الإستراتيجي الإيراني بقيامه برد تاريخي على الكيان الصهيوني والتي اسقطت معها كل قواعد الاشتباك السابقة، وما فرضتها المقاومة اللبنانية من نجاحات عسكرية منذ اليوم الثاني لمعركة طوفان الأقصى لتلحق بالكيان الخسائر الفادحة مستنزفه قوات الكيان بسحبه لاكثر من ثلث قواته للشمال مما أدى لتخفيف الضغط العسكري على القطاع، الى تصاعد عملياته من خلال الردود المباشرة والسريعة على عمليات الاغتيالات بتوجيهه لعشرات المسيرات ومئات الصواريخ والى أبعد من 35 كيلومتر من الحدود الفلسطينية واضعة بذلك توازنات أرعبت كيان الإحتلال من خلال مسيرة “الهدهد” وما رجعت بها من منظومة تصويرية لمعلومات إستخباراتية إستراتيجية كبيرة لمواقع حساسة وهامة بالاراضي المحتلة أذهلت كيان الإحتلال في امتلاكها للقدرة والتكنولوجيا العظيمة مما شكل عامل ردع استراتيجي له ثأثيرة القوي وحساباته العسكرية المستقبلية، الى فديو “لمن يهمه الأمر” الصامت وبثه لمواقع حساسة وإيصاله للرسالة الذي لايعلمها الا صناع القرار الإسرائيلي، واضعآ بذلك حزب الله عديد إستراتيجياته الرادعة والتي جعلت من الصهاينة يعيدوا تفكيرهم ويوصلون في تخبطاتهم لايقوون على إتخاذ أيتها قرارات، فالتحذير الذي أكد على سماحة السيد حسن نصرالله بأنه لا ضوابط وقواعد ولا سقوف إذا شن الكيان الإسرائيلي حرب واسعة هو ما ارعبهم وبين أن محور المقاومة خلق إستراتيجيات رادعة متنوعة وأوجد توازنات مرعبة للأمريكان والغرب والصهاينة.
الموقف اليمني الإنساني والذي لم يسبق لدولة أن أعلنت في مساندتها للفلسطين رغم العدوان والحصار الذي مازال مفروض عليها منذ تسعة أعوام، ليتدرج الموقف اليمني في الصعود فارضآ توازنات مرعبة بامتلاكه لإستراتيجيات ردع قوية، فمن التحذيرات التي وجهها السيد القائد للأمريكان من مغبة إشتراكهم المباشر مع الكيان سيكون لليمنيين إسنادهم القوي، فصدقت صحة الأقوال بترجمتها فعليآ بالوقائع العسكرية بإسنادهم للمقاومة الفلسطينية وبضربهم للأراضي المحتلة بالصواريخ والمسيرات وفرضهم للحصار الكامل بحريآ على الكيان في البحار والمحيطات ومنعهم لسفنه من المرور أوالعبور أو التابعة لشركات عالمية كانت وجهتها الموائى الفلسطينية، ولأربع جولات عسكرية تصاعدية منذ 19 نوفمبر الماضي والى الآن أخرجت القوات اليمنية مفأجاتها المدوية والتي شكلت توازنات مرعبة للأمريكان والصهاينة ونجحت في إفشالها لتحالف الأزدهار البحري، ومن إسقاطهم لأحدث طائرات الامريكان المسيرة MQ9 وبعدد (6) الى إستهداف حاملات الطائرات آيزنهاور ولأربع مرات لتغادر البحر الأحمر، الى كشفهم لصاروخ فلسطين البالستي بمداه لأكثر من 2000 كم الى
إظهارهم لزوارق مسيرة بحرية من نوع طوفان (1)، الى التنسيق العسكري اليمني مع المقاومة العراقية في تنفيذهم لعمليات عسكرية مشتركة، الى إفصاحهم الأخير ولأول مرة عن صاروخ حاطم 2 البالستي الفرط صوتي يعمل بنظام تحكم ذكي وقادر على المناورة والوصول الى مديات بعيدة، لتصل عدد السفن التي تم إستهدافها لأكثر من (163)، وأن عليهم وضع تحذيرات السيد القائد بأن الإعتداء على حزب الله خط أحمر في محمل الجد والإنتباة من مغبة إرتكاباتهم المتكررة للحماقات.