د. أحمد الخاقاني ||
من الطبائع التي لا بد أن يمتاز بها الإنسان بشكل عام والمسلم بشكل خاص هي التواضع وقبول الرأي الأخر والإعتراف بالفضل والجميل وغيرها من خصال حميدة ولكني قدمت هذه الثلاثة لكونها مدخل مهم لصناعة مجتمع متفهم متفاهم وكي تكون الحياة أكثر سلاسة ومقبولية وفيها يزدهر حب الخير للغير وإحترام وتقدير كل من حولنا وما حولنا من انسان وطير وشجر وشارع ورصيف وحقوق شرعية ووضعي لكل إنسان وجميع من يعيش معي في بيت أو شارع أو ناحية أو قضاء أو محافظة أو دولة فالذي يملك زمام نفسه عن التكبر والإستبداد والغرور ونكران الجميل فهنا يكون الفرد قد تخطى معظلة مهمة تؤخره عن الرقي الشخصي وتؤثر في تأخر المجتمع الذي حوله كونه عنصر فيه ويؤثر ويتأثر لذا تجد إن الدين الاسلامي كثيراً ما يؤكد على ضبط النفس ظاهرياً وباطنياً وفق موازين الشريعة والسبب حتى لا تكون هذه الإخلالات عامل فاعل في التأثر على نفس المُخل فتجعله مريض نفسياً متقلباً مهزوزاً فينقل العدوى لمن حوله ويؤثر في صلاحهم وخصوصاً لو كان ممن له القيادة والتأثير بمنصبه أو بكلامه أو بقلمه فهو اي المتكبر والمغرور والمستبد وناكر الجميل تجده غير سوي في وضعه العام وإن أظهر التدين فكيف سيسمح بأن يكون المجتمع سوي ويساعد في صلاحه وهو غير سوي ويحتاج إصلاحاً نفسياً من هذا نفهم أنه قتل الخير في نفسه وإن تظاهر به وسوف يقتله في مجتمعه وإن إدعى غير ذلك وسوف يؤسس المتكبر والمغرور والمستبد وناكر الجميل لبيئة مريضة صدامية غير مستقرة وغير منتجة لأنه يجد في الصخب واللجاجة مشروع للظهور وفي الهدوء والطمأنينة مشروع للبلادة لهذا نجد أن القيادات المعاصرة ممن كان فاعلاً ومؤثراً ومنتجاً في الساحة المحلية والإقليمية والعالمية هم شخوص متواضعين يقبلون الرأي والرأي الاخر ويناقشوه وينقضوه إن كان فيه خطأ بأجمل الأساليب وأتقنها ويقدرون المعروف لمن حولهم ويثمنونه وها هي سمات شخصية السيد السيستاني دام ظله والسيدين القائدين الخميني طاب ثراه والخامنئي دام ظله وعلى مستوى أخر نجد السيد حسن نصر الله والحوثي وكيف يمكن عدم ذكر الشيبتين الشهيدين حاج قاسم والحاج المهندس وأسماء كثيرة منها حي ومنها ميت أو مستشهد ولكن يطول المقام بذكرهم وكلهم مقدرون وعليه قبل أن نشرع بالتصدي لتوعية الناس ونقد الأفكار وتحليلها لا بد من محاسبة النفس وضبطها على عدم التكبر والإستبداد والغرور ونكران الجميل فأن هذه الخصال وما بقي من أخواتهن قواتل الخير ومن قُتل فيه الخير لا يرجى منه الخير .