الامام…قرآن تجلى على الارض، وقيم إنسانية عليا..!

سميرة الموسوي

لمناسبة الاحتفال بعيد الغدير وتجديد البيعة لإمام الامتقين.

هذا عيد الله الاكبر ،وميزاته على الاعياد كلها أن لا يحتفل به إلّا مؤمن ؛ تأكيدا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله ( لا يحبك يا علي إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) فمن لا يحتفل عامدا فإن مضمون قول النبي يقع عليه ، في حين أن الاعياد الاخرى يحتفل بها المؤمن وغير المؤمن .
فإن أردت أن تبدأ حياتك من جديد فإنفض عن قلبك وروحك الأدران المتراكمة عبر التاريخ من شكوك وحيرة وتأويلات ،وإحتفل بهذا العيد ،وإفرح به كما فرح كل الصحابة بلا إستثناء.
اتت و _ ونحن_ نتطهر في هذا اليوم من وعثاء سفرنا في هذه الحياة وننطلق بلا أحمال فقهية تفسد علينا فرحة المؤمنين أحباب الله .
دعونا من وجهات النظر التي سطرها الفاشلون المبطلون غير القادرين على النفاذ من فقاعات حججهم التي ساقوها( لمآرب يعلفون بها غنمهم) .
في غدير خم ما زال قول نبي الرحمة صلى الله عليه وآله يدوي وهو يرفع يد علي ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وإنصر من نصره وإخذل من خذله ) ،وهذا يعني أن أمرا إلاهيا صدر للنبي لكي يجعل ( علي ) مولى كما هو مولى ، وهذا هو التنصيب بالامامة والخلافة ، ولذلك لم يعرف إنسان على وجه الارض بصفة ( إمام ) إلا ( علي) فإذا قيل الامام مجردا فقد كان المعني ( علي) .
سمي عيد الغدير بعيد الله الاكبر ، ففي الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام من السنة العاشرة للهجرة النبوية الشريفة تم الاعلان عن الحدث الاهم ،وهذا ما بين قوة المرحلة التي تلت التنصيب ودورها في حياة المسلمين ،بمعنى أن مقام الامام هو تكملة لأعمال النبي وإشغال منصب النبوة إلا الوحي .
في غدير خم بدا النبي صلى الله عليه وآله خطبته (أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم (ثلاثا وهم يجيبونه بالتصديق والاعتراف) ثم رفع يد ( علي) واكمل خطبته المعروفة ،وفي الاحتفال بهذه الذكرى الكبرى هذا العام ٢٠٢٤ ألا ينبغي لنا أن نهنيء إمام المتقين عليه السلام فنقول له ( جماعيا) … (بخ .. بخ يا إبن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ) .
علي إمام المتقين لم يختلف عليه ( فكرا وسلوكا) أحد قط فهو قرآن تجلى على الارض : علي قرآن يمشي على الارض ..وعلي مجموعة من القيم الانسانية النبيلة يتأسى بها خلق الله .
إمام المتقين هو ( المسؤول الاعلى) .. ( الخليفة ) الوحيد في التاريخ الذي ردد ( فزت ورب الكعبة ) حين غادر منصب الخليفة بضربة سيف على الرأس ولم يقلها حين نصب خليفة .
…. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
سميرة الموسوي .

Check Also

المرجعية الدينية تطلق مبادرة لدعم مرضى النازحين

أطلق مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني في بيروت مبادرة جديدة تهدف إلى تقديم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *