الثبات على الولاية يعني التضحية..!

عدنان جواد ||

كثيرا ما نسمع المهنئين في عيد الغدير الاغر، التهنئة بين المؤمنين بالثبات على ولاية امير المؤمنين عليه السلام، وهو كلام يقال ويذهب كل واحد منا لحال سبيله، الثبات يتطلب تضحية وليس كلام فقط او الوقوف على التل او مجاملة هذا او ذاك، وهذ التضحية تكون على اشكال متعددة في حياة الانسان ، قد تكون التضحية بالنفس ، وقد تكون التضحية بالابن والمال ، وقد تكون بتحمل الظروف الصعبة والقاسية والفقر وشظف العيش ، وقد جسد اصحاب الامام علي والامام الحسين عليهما السلام ارقى درجات ومعاني التضحية والثبات، حيث قتلوا وصلبوا وقطعت ايديهم وارجلهم، وقطعت السنتهم ، وهجروا ونفوا الى الصحراء، وسجنوا ومنعوا من بيت مال المسلمين، وقتل اهلهم واخوانهم واصحابهم وحوصروا الا انهم بقوا ثابتين على منهج امامهم، فمن دون الثبات لا يمكن لأي مشروع او هدف ان ينجح ويستمر خصوصاً اذا واجهته مصاعب اجتماعية واقتصادية وسياسية، فالمؤمنون الشيعة عقائديون ، يعرفون معنى الثبات على الولاية، والدنيا لديهم ممر، ومزرعة للأخرة ، وهم يعرفون لماذا يجاهدون ، فهم يرون ائمتهم قد تحملوا المصاعب وضحوا بأنفسهم من اجل الدين وصلاح المجتمع، لذلك هم مستعدون للتضحية بكل ما يملكون لنصرة مشروعهم الذي هو مشروع الامام المعصوم ، وهو مشروع النبي الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم ، وهو مشروع الله ، هذا الثبات جعل البعض من طلاب الدنيا في الشرق والغرب ، يتصورون ان انصار الله في اليمن وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق انهم مجانين ، يضحون بأنفسهم من اجل حماس الاخوانية البعيدة عنهم والتي لا تنتمي لمذهبهم !!، رغم كل المغريات التي منحت لهم من الولايات المتحدة والغرب ، برفع الحصار عنهم ، وجعلهم اسياد المنطقة، لكنهم رفضوا ويقفون امام اكثر الاسلحة فتكا من البوارج الحربية والطائرات المتطورة، والسفن الحربية فيحرقونها ويطورون اسلحتهم بأنفسهم، كل هذا اتى من الثبات على الولاية، واليوم لابد وان نكون على قدر المسؤولية ونحمل ارواحنا على اكفنا، فالمنطقة مقبلة على صراع حتمي بين الباطل وبين الحق، بين منهج الامام علي في نصرة المظلوم والضعيف وبين منهج الجبابرة والفراعنة والطواغيت في القتل والابادة والارهاب والترغيب، بين محور رفع راية التضحية والجهاد ، متمثلين باتباع ولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام)، ضد هؤلاء الطغاة في الارض الذين يهلكون الحرث والنسل، واصبحوا واضحين للقاصي والداني، وبين اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الامريكية التي تدعي الحياد زوراً وبهتاناً، واغلب الدول الغربية وبعض الدول العربية مع الاسف، ففي الاعلام يظهر الولايات المتحدة والغرب وعملائها من العرب انهم حريصون على السلام وانهم قلقون من الاوضاع في غزة، وعدم التصعيد في الجبهة الشمالية بين اسرائيل ولبنان، وهي تدعم اسرائيل بكل انواع الاسلحة ، والدعم السياسي والتكنلوجي والدبلوماسي والاعلامي وحتى العسكري بقوات مشاركة بالفعل، وايقاف وابطال القرارات الأممية، هؤلاء انفسهم الذين قالوا ان الحرب في غزة لا تطول اكثر من اسابيع ، اعتماداً على القوة العسكرية الاسرائيلية والدعم اللامحدود من امريكا والغرب بأحدث الاسلحة الفتاكة والمتطورة ومراقبة الاقمار الصناعية، وهاهي وصلت الى (9) اشهر ولازالت حماس وهل غزة صامدون يكبدونهم افدح الخسائر، نفسها توقعاتهم بشان داعش في العراق وسوريا، وهي كانت حرب بالوكالة لإضعاف محور المقاومة، بان هذا التنظيم الارهابي سوف يسقط النظام في سوريا والعراق وانه سوف يبقى على الاقل(10) سنوات، ولكن بفضل الله ودعم محور المقاومة وتضحية ابناء الامام علي تقلصت السنوات الى (3) سنوات فقط اندحر فيها هذا الوحش الذي صنعوه باسم الاسلام المنحرف، فالجامع المشترك بين ابناء محور المقاومة هو الايمان بمنهج الولاية لأمير المؤمنين ، والذي سارعلى هذا النهج الامام الخميني (قدس) ، الذي لم يخضع لاحد، فجعل ايران حرة في قرارها معتمدة على نفسها في كل شيء، وهي اليوم الداعم الاول لمحور المقاومة، واليوم نحن امام خيارين ، فأما ان نكون مع الاذلاء الذين يطبعون مع اسرائيل، فيمنحون كل ما يريدون في هذه الدنيا ، لكن يخسرون اخرتهم واستقلاليتهم ومبادئهم وقيمهم واحترام المجتمع، او نتحمل لأننا مؤمنين بهيهات منا الذلة مع سيد الشهداء ، وسلم لمن سالمكم ، وحربا لمن حاربكم، حسب الزيارة، وكما قال الامام علي عليه السلام: (العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس) فلابد ان نعرف ما هو الباطل ومن هم اتباعه والحق واصحابه وما هي المشاريع التي تنفذ وماهو موقفنا ومع من نكون.

شاهد أيضاً

‘الأونروا’: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن سكان قطاع غزة “فقدوا كل مقومات الحياة”، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *