فتوى الجهاد الكفائي وانتصار العراق..!

قاسم الغراوي ||

كاتب ومحلل سياسي
ان فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرتها المرجعية الدينية في العراق قلبت المشهد والظروف التي عاشها العراق إبان دخول داعش الإرهابية وحولت الوضع من الإحباط والانكسار الى التحدي مرورا بالانتصار .

ان الأيام السوداء التي عاشها أهالي المحافظات الموصل وصلاح الدين والرمادي والمدن القريبة والقصبات تحت سلطة داعش الارهابي أفرزت روحا جديدة استطاعت أن تغير كل المشهد بذلك الوقت حيث انتخى الشعب من محافطات الوسط والجنوب ولبى نداء الوطن نداء الجهاد الكفائي في ملحمة كبرى تضافرت فيها جهود الجيش والشرطة ومكافحة الارهاب والمتطوعين من الحشد الشعبي وكل الأبناء البررة الشرفاء لتلك المحافظات التي عانت من زمرة داعش الإرهابية.

ان تحدي داعش في تلك الفترة كان تحديا وجوديا استهدف حاضر ومستقبل وتاريخ العراق ، فلقد عاث المجرمين الدواعش القتلة فسادا وقتلا وتشريدا لابناء المحافظات التي حكمها داعش وتم اغتصاب النساء وبيعهن في سوق النخاسة وقتل الشيوخ وتهجير العوائل ،وتم ذلك بالتعاون مع بقايا عناصر البعث في تلك المحافظات وبتمويل من بعض دول الجوار لتهديد العملية السياسية الفتية التي بنيت على القيم الديمقراطية بعد عقود من الظلم والاستعباد من قبل طغمة البعث .

اليوم أصبح لدى العراق قوة رديفة للجيش العراقي الا وهي الحشد الشعبي الذي ولد من متطوعي الجهاد الكفائي وساند القوات الامنية وتستطيع ان تضمن القيم الأساسية لهذا البلد وتدافع عنها بعد ان قدمت التضحيات من خيرة الشباب وامتزجت الدماء بين جميع المقاتلين للانتصار ضد داعش .

الحشد الشعبي مؤسسة امنية رسمية تعمل تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة وتتحرك وفق سياقات عسكرية ولازالت تقوم بمهام متابعة خلايا داعش وهي اليوم تشارك في البناء والاعمار وكان له دور مهم وأساس في الجهد الخدمي .

الميزة الأساسية للحشد الشعبي انه نشأ في ظرف فراغ أمني ساعد داعش ان تتمدد وشعور الشعب بالاحباط وخصوصا المحافظات التي احتلتها داعش لذا كانت الفتوى دافعا قوياً للتلاحم بين ابناء الشعب العراقي من جهة وبين الفوات الامنية من جهة اخرى .

على الحكومة العراقية ان تعجل في سن قانون الخدمة والتقاعد للحشد الشعبي وان يتم اقراره وان يتضمن تسهيلات بعيدا عن التعقيدات وان تعاد فلترته من العناصر الفاسدة وان لايكون الحشد الشعبي عنوانا يستغله بعض ضعفاء النفوس لتحقيق مآربه الخاصة الدنيىة .

خيار الشعب وتاريخ الشعب العراقي امتداد لمواقفه البطولية عبر التاريخ في المواقف الصعبة التي تهدد وجود الوطن وأمنه واستقراره وعبر التاريخ قدم الشعب العراقي الكثير من التضحيات من اجل الاستقلال والحرية .

شاهد أيضاً

جيش الاحتلال يحاول صناعة نصر وهمي في لبنان والمقاومة الإسلامية تفند أدلته

أكد ضابط ميداني في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية اللبنانية ان مجاهدي المقاومة يرصدون ويتابعون ويتصدون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *