أ. د. جاسم يونس الحريري ||
كنا قد أكدنا في عدة مناسبات ومقالات سابقة في تحليلاتنا لتداعيات طوفان الاقصى على ((اسرائيل)) وكيف تفاجى العدو الاسرائيلي بهجوم حركة المقاومة الفلسطينية ((حماس)) في السابع من أكتوبر 2023 ((طوفان الاقصى)) من خلال أبرز أجهزته الاستخبارية منها الموساد ((جهاز المخابرات الاسرائيلي الخارجي)) والشاباك جهاز الأمن العام الإسرائيلي (بالعبرية: שירות הביטחון הכללי) ويختصر شاباك (بالعبرية: שַׁבַּ”כּ) أو شين بيت (بالعبرية: שִׁין-בֵּית) وهو جهاز الإستخبارات الداخلية في ((إسرائيل))، يخضع مباشرة لرئيس الحكومة الاسرائيلية، والامان((شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية)) التابعة لهيئة الاركان الاسرائيلية،وقد شنت أجهزة الاعلام الاسرائيلية حملة شرسة والادعاء أنها على علم بالهجوم الفلسطيني من خلال كشف الجيش الإسرائيلي عن توجيهه “4 رسائل” إلى رئيس الوزراء، ((بنيامين نتانياهو))، تحذر من تداعيات الانقسام الداخلي، وذلك قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر2023، وقال الجيش الإسرائيلي إنه وجه لرئيس الحكومة الاسرائيلية، بين شهري مارس ويوليو من عام 2023، 4 رسائل تحذيرية مختلفة من شعبة المخابرات فيما يتعلق بـ”الضرر الذي قد يلحق بإسرائيل من قبل أعدائها، وتأثير ذلك على البلاد والجيش على وجه الخصوص”.
وقالت تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية إن المسؤولين العسكريين والمخابرات الإسرائيلية تلقوا تحذيراً مفصلاً للغاية بأن «حماس» كانت تتدرب بشكل نشط لتنفيذ هجومها الذي وقع يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023إلا أن ضابطاً كبيراً عدَّ خطر وقوع الهجوم «سيناريو وهمياً».ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد استند الادعاء الذي كُشف عنه لأول مرة بواسطة القناة 12 الإسرائيلية مؤخرا، إلى رسائل بريد إلكتروني مسرَّبة من وحدة الاستخبارات الإلكترونية 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي، إذ ناقشت هذه الرسائل التحذيرات بشكل مفصل.
وكشفت الرسائل أيضاً عن أن ضابطاً كبيراً قام بمراجعة المعلومات الاستخبارية عدّ خطر وقوع هجوم مفاجئ واسع النطاق من «حماس» عبر حدود غزة «سيناريو وهمياً»، وأكد ضرورة «التمييز بين ما تفعله (حماس) من أجل الاستعراض وبين الأفعال الواقعية».ويكشف التسريب عن أن المراقبين الإسرائيليين كانوا على علم بحضور كبار مسؤولي «حماس» التدريبات، استعداداً للهجوم.
ووفقاً لرسائل البريد الإلكتروني، فقد ذكرت «حماس» خلال التدريبات أسماء الكيبوتسات (التجمعات السكنية) الموجودة على حدود غزة والتي كانت تخطط للهجوم عليها، بل تدربت على رفع العَلَم فوق كنيسها.
كما علمت المخابرات الإسرائيلية بوجود خطط ناقشت اجتياح «حماس» قاعدة عسكرية حدودية وقتل جميع من فيها، وفقاً للتقارير.ووفقاً لصحيفة «الغارديان»، فإن هذه التسريبات والإحاطات الجديدة تشير إلى إخفاقات خطيرة داخل الجيش الإسرائيلي.وأشارت تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن مصدر التحذير كانت ضابطة في الاستخبارات العسكرية.ويشير المزيد من رسائل البريد الإلكتروني التي سُربت إلى القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن التحذير الأوّلي جرى دعمه بعد بضعة أيام بأدلة على أن وحدات أخرى من «حماس» شاركت في تدريب مماثل استهدف أهدافاً مختلفة على ما يبدو.وبعد الهجوم، زعم ضباط كبار، بمن في ذلك رئيس وحدة 8200، في إحاطات إعلامية للصحافيين الإسرائيليين، أنهم لم يطّلعوا على تحذير الضابطة الإسرائيلية، على الرغم من سلسلة رسائل البريد الإلكتروني التي تناقشه.
والمثير في الموضوع تكذيب نتنياهو لهذا الطرح وتبادله الاتهامات مع قيادة الجيش الاسرائيلي بشأن فحوى تقييمات المخاطر الأمنية قبل طوفان الأقصى، في حين أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ((تساحي هنغبي))عدم تحقيق أي من الأهداف الإستراتيجية للحرب على غزة بعد.ومن جهته، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانا يوم الجمعة الموافق 24/5/2024 قال فيه إن “ادعاء المؤسسة العسكرية أنه تم تحذيري قبل 7 أكتوبر من هجوم محتمل من غزة مناف للحقيقة”.وأضاف نتنياهو أن “تقييمات المؤسسات الأمنية لا تشير إلى أي تحذير من نية حماس مهاجمة إسرائيل، بل تقدم تقييما معاكسا”.
واليوم يؤكد ((آفي ديختر)) وزير الزراعة الإسرائيلي والرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام “الشاباك”يوم الجمعة الموافق7/6/2024. لعدم علم ((اسرائيل ))من خلال أجهزتها الاستخبارية بالهجوم الفلسطيني بالقول ((إن الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في توقع هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي “ثقيل للغاية”.وأضاف ديختر، في حديث لصحيفة “معاريف” الاسرائيلية : “الفشل الاستخباراتي ثقيل للغاية، نحن أشخاص نختبر أنفسنا وفقا للنتائج، هذا مقبول في الجيش والشاباك والشرطة والموساد، وفي الاختبار لا يمكن أن تكون النتيجة أسوأ من تلك التي تلقيناها في 7 أكتوبر”.
واستكمل قائلا: “لا أحد في إسرائيل، لا في المستوى العسكري، أو الشاباك، أو المخابرات العسكرية، ولا حتى العرافين كان لديه معلومات بأن غزة كانت تستعد لهجوم بهذا الحجم في أراضي إسرائيل”.وعن الجهات المسؤولة عن الفشل،قال ديختر:“الحكومة والجيش والشاباك، هذه هي الهيئات التي لها علاقة مباشرة بالفشل، كل من زاويته الخاصة”. وأضاف: “مع كل الاحترام الواجب للقيادة السياسية، في الساعة 6:30 صباحا (يوم 7 أكتوبر)لم تكن القيادة السياسية هي الهيئة التي يمكن أن توفر معلومات استخباراتية، ولم تكن تعرف كيف تقف عند البوابة حيث الخروقات التي تم إنشاؤها في السياج عندما بدأ الهجوم، هناك هيئة رئيسية وهي الجيش بكل قواته، وهناك الجزء الاستخباراتي للشاباك والمخابرات العسكرية”.وتابع ديختر: “حقيقة أنهم احتلونا في غضون ساعة تتحدث عن نفسها، حتى في يوم الغفران (حرب 1973)، استغرق السوريون بعض الوقت للوصول إلى موقع استيطاني في مرتفعات الجولان”.وفي وصفه لهجوم 7 أكتوبر، قال ديختر: “كل كلمة ستكون مناسبة لهذا: فشل، إغفال، كارثة، حادث فظيع، عواقب وخيمة”.
وأضاف: “لم يكن هناك أي شيء من هذا القبيل منذ تأسيس الدولة، وأقول هذا كشخص كان في حرب يوم الغفران (أكتوبر 1973)”.وأشار إلى أنه “لا يعرف أي حدث في إسرائيل وربما حتى خارج البلاد فُقِد فيه 1200 شخص في يوم واحد”.والخلاصة الاخيرة التي يمكن أن نصل اليها هي أن المقاومة الفلسطينية البطلة جعلت((اسرائيل)) كعصف ماكول وهذا الانتصار الفلسطيني المحفوف بقوة الله ونصره للمقاومين الفلسطينيين جعل الداخل الاسرائيلي ينخر فيه الانقسام وجلد الذات واللوم والتسقيط السياسي الى ان ياذن الله بطرد الصهاينة المجرمين من كل ارض فلسطين العربية المحتلة والاعتراف بها كدولة عربية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف بعد التحرير وهذا نراه قريب وقريب جدا وان الله لناصر المجاهدين والمقاومين المحتسبين بالرغم من المجازر وحملات الابادة الجماعية التي يمارسها الكيان الاسرائيلي المجرم ضد شعب غزة الباسل.
بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
[email protected]