محمد صالح حاتم ـ اليمن ||
اليمن فضلها الله على بقية البلدان بتنوع مناخها وتعدد بيئاتها، وأقاليمها المناخية، وهذه مقومات كبيرة، ونعمة عظيمة يجب أن نرعاها ونحافظ عليها ونستغلها الاستغلال الأمثل…
فالأسواق ممتلئة بأنواع الخضار والفواكه الطازجة، ذات الجودة العالية، و-على مدار العام- وهذا قل أن تجده في إي بلد آخر.
فخلال السنوات الأخيرة زادت كميات الإنتاج من معظم محاصيل الخضار والفواكه، وتكدست بشكل كبير في الأسواق، وتدنت أسعارها والتي لا تغطي تكاليف الإنتاج حتى وصل سعر السلة الطماط سعة 20 كيلو إلى أقل من 1000 ريال ومثلها البطاط، والمانجو، والفرسك وغيرها، وخاصة هذا العام.
وهذا ناتج لعدة أسباب منها ضعف القوة الشرائية لدى المواطن بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن جراء الحرب والعدوان والحصار، وتوقف صرف المرتبات، بالإضافة إلى صعوبة التصدير للخارج، كل هذه الأسباب ألقت بظلالها على أسعار المنتجات الزراعية.
فلا نفرح أو نبتسم عندما نسمع مكبرات الصوت في الأسواق والشوارع تحرج بالمنتجات الزراعية وبأسعار زهيدة جدا، فهذا بداية الانهيار.
وأمام كل هذا لا نجد تدخلات كبيرة من قبل الجهات المعنية لاستيعاب وتصريف كميات الإنتاج الكبيرة، سواء تخزينها وحفظها، أو تنظيم التصدير وفتح أسواق جديدة، أو إنشاء شركات مساهمة للتصدير للخارج، أو استيعاب الفائض في مدخلات التصنيع الغذائي، بشكل كبير يسهم بفاعلية في تغيير الأسعار، فما وجد كان من قبل مجمع باجل بتمويل من اللجنة الزراعية والسمكية العليا مع محصولي الطماطم والمانجو لإنتاج لب الطماطم ولب المانجو وهي تدخلات محدودة يشكر القائمين عليها.
ولكن إذا استمر الوضع على هذا الحال مع المنتجات التي ستبدأ مواسمها قريب العنب، والتفاح، والرمان، والتمور وغيرها فإن هذا ينذر بحدوث كارثة اقتصادية كبيرة، ستقضي على أهم القطاعات الإنتاجية والاقتصادية والذي يعد العمود الفقري للاقتصاد، وهو القطاع الزراعي، والذي يعد المزارع هو الركيزة الاساسية لهذا القطاع.
فالمزارعون هم اساس القطاع الزراعي الذي تكبدوا الخسائر هذا العام سواء في الطماطم أو البطاط أو المانجو، وبقية أنواع الخضار لن يزرعوا العام القادم، وعندها لن تتوفر تلك المنتجات في الأسواق ولن يتمكن المواطن من شرائها، وسيخسر الاقتصاد الوطني.
فإنقاذ المزارعين وإيجاد حلول جذرية وفق رؤى وأسس مدروسة هو الطريق الأمثل لإنقاذ الاقتصاد الوطني، فهذا الركود، وهذا الكساد يعد ضمن مراحل استهداف القطاع الزراعي، فنتمنى التدخل السريع، والعاجل، وعدم الانتظار حتى تحل الكارثة، ويحصل ما لا يحمد يحمد عقباه…
اليمن البلدة الطيبة كما وصفها الله في كتابة الكريم