ماجد الشويلي ||
مع بواكير احتلالها للعراق عمدت الولايات المتحدة الامريكية على التخلص من طبقة المفكرين والمنظرين بكل الوسائل.
سواء باغتيال الاشخاص أنفسهم أو اغتيال شخصياتهم ، بمعنى اما تصفيتهم جسديا أو من خلال قتلهم معنويا.
فباشرت باغتيال آية الله السيد محمد باقر الحكيم (رض) ومن ثم اغتالت الشهيد المفكر عز الدين سليم(رض)
ثم نشرت ثقافة السخرية من المفكرين
والمنظرين والاستخفاف بما يقدمونه من تصورات ورؤى وافكار لحاضر العراق ومستقبله.
وباغتيال طبقة المنظرين والسخرية ممن بقي منهم ، عانت العملية السياسية في العراق من ارباك كبير وفراغ خطير ،
جعلت من الكتل السياسية كمن يسير في الصحراء من غير بوصلة أو دليل.
في حين أن الدول الغربية وأمريكا وحتى الكيان الغاصب يلتزمون برؤى مفكريهم ومنظريهم ويرسمون ستراتيجياتهم
على ضوئها .
وإن من أشد ما يؤلم في هذا المضمار أن يتحول المفكر والمنظر الى مادة للسخرية والتهكم في هذا البلد.
ويصير عرضة للانتقاص والتشهير في وسائل الاعلام على لسان السفهاء والجهلاء دون حسيب أو رقيب .
فهل هناك أشد من أن توكل مهمة تقييم المفكرين للجهال ؟!
وما أن يطرحوا فكرة أو يقدموا رؤية حتى يجابهوا بهذه الجملة التي انزلقت حتى على لسان بعض العقلاء
((عوفه معود هذا بس يثرم حچي))
نعم بلادنا بحاجة لمن يفكر ويتكلم
كما هي بحاجة لمن يخطط ويرسم
وبحاجة لمن ينفذ
ولمن يمسك بالبندقية
وآخر يزرع …الخ
فسلام عليك يا (أبا ياسين) يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.
وسلام عليك حين اغتالوا شخصك بالتفجير قبل أن يتاح لهم اغتيال شخصيتك بالافتراء والبهتان.
ولعل هذا الامر كرامة لك حباك الله بها.
2024/5/18