احمد نعيم الطائي ||
المتابع تاريخياً او ممن عاشوا حروب النكبات والنكسات العربية التي وصمت بالهزيمة مع الكيان الصهيوني يدركون حجم المد الشعبي العارم والزحف الجماهري المطالب بالسلاح والمتطوع للقتال دفاعاً عن القضية الفلسطينية والذي رافقه جهد اعلامي عربي ساهم في تأجيج المشاعر القومية للشعوب العربية وشحذ الهمم تأييداً لدول المواجهة مع الكيان الغاصب خلال تلك الحروب التي خرجت منها الدول العربية وجيوشها النظامية منهزمة مستسلمة تنازلت خلالها عن اراضي اخرى للكيان ضمن شروط ايقاف القتال والتي تحكم بشروطها الكيان كمنتصر.
هذا الاستذكار قادني لتفسير ظاهرة التأييد والتعاطف الشعبي والاعلامي العربي للصهاينة التي رافقت الحرب الشرسة على غزة وعموم الفلسطينيين ، فضلاً عن اعلان الحكام العرب مساندتهم ودعمهم الواضح والعلني للصهاينة ، بعد ما كانت مساندتهم لهم في السابق تتم بشكل سري لاسيما اثناء الحروب والمواجهات والمجازر السابقة.
في متابعة للاسباب التي ادت الى بروز هذه المواقف العربية الرسمية والشعبية والاعلامية المشينة والمذلة المساندة للصهاينة ، سرعان ما ندرك انها جاءت على خلفية المواقف الشجاعة والمشرفة للجمهورية الاسلامية الايرانية وتدخلها كطرف مواجهة في هذه الحرب العدوانية ودعمها اللوجستي والعسكري والاعلامي والشعبي والتعبوي الشامل والمكثف لفصائل المقاومة الفلسطينية وبقية فصائل المقاومة الاسلامية الشيعية في العراق وسوريا ولبنان واليمن بعد ان تخلت عنهم الدول العربية وجيوشها ومددها الشعبي والاعلامي تاركة الفلسطينيين يواجهون اعتداءات وحشية قل نظيرها في تاريخ الحروب.
هذا النكوص والخذلان العربي جاء بدوافع ‘طائفية’ واضحة اظهرت للعالم ان هذا الطيف الواسع من الشعوب العربية وحكامها الخونة ممن اظهروا تأييدهم العلني للصهاينة ، انما يعبرون عن حالة مؤسفة من الأسر الطائفي المقيت الأعمى الذي جعلهم يتنازلون عن أبسط القيم الانسانية ويفتقرون لادنى مستوى من الشرف ، بالنهاية انتصر فصيل غزة بعضد ومساندة ايران وفصائلها ‘الشيعية الجهادية’ على الجيش الذي لايقهر وحلفاءه من الدول العظمى بالنيابة عن الدول العربية الخانعة وشعوبها وجيوشها المستسلمة.