غزة _ الأمل المتجدد ومفتاح الفرج..!

رسول حسين ||

إن الاحتلال الصهيوني كشر عن أنيابه، واظهر ما كان يخفيه لعقود من الزمن. ومارس وحشيته على الإنسان والعمران والبلاد والعباد والأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات وأماكن العبادة. وكل ما يخطر على البال دمروه، لأنهم ينطلقون من أساطير عنصرية وهمية، مما يجعلها دوما تعيش بين ثنائية التدهور والتفوق المصطنع. إنهم لا يرقبون في الإنسانية إلا ولا ذمة. لذلك أصبح أحرار وشرفاء العالم يومنون بأن التقليص من الاضطرابات الدولية مرتبط بتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني. إن الألم يأس واليأس قتال. لذلك فغزة رمز العزة أبية وللأمل بقية. وهي تعيش بين ثنائية الصمود والخذلان. وعند الشدائد يعرف العدو من الصديق، كما يقول الشافعي “عرفت بها عدوي من صديقي”.

نحن اليوم أمام تطور جديد يؤكد، كسوابقه من تطورات، اننا قادرون على خلق توازن للقوة والردع، فبعد أن كسرت حروب غزة ولبنان صورة الجيش المنتصر على الدوام، وأثبتت أنه قابل للهزيمة والفرار وتناقلت شاشات التلفزة صور الجنود المبللين بخوفهم، جاءت أيضاً الضربة الايرانية المباركة لتعزز الخوف في قلوب الصهاينة وتعطي مفتاح جديد للفرج وأيضا خبر إسقاط طائرة حربية بالمضادات الارضيّة السورية ليضيف إلى أسباب الامل سبب جديد، فلا يقف الامر عند إسقاط طائرة فحسب، بل باتت مقولة التفوق الجوي للاحتلال ليست أكيدة وبات من الممكن كسرها، نعم أن يتم إسقاط طائرة حربية للمرة الاولى منذ ثلاثين عاماً، يعني أن الجنود لن يصعدوا الى قمرة الطائرات وحدهم بعد اليوم، سوف تصعد معهم كل احتمالات القلق والخوف، ولن يكون موظف برج المراقبة واثقا من عبارته ” رافقتكم السلامة ” خلال اتصاله الاخير

لذا لا أرى نفسي حالمة حين أكتب هذه السطور، ولست في صدد اقناع احد بما أؤمن، الا أنني أعيش تلك الحالة وأشعر بها تقترب يوما بعد يوم كما أنني أراها تكبر وتتراكم بخطى ثابته مع كل فعل مقاوم، ومع تنامي الروح المعنوية. وانطلاق المبادرات العديدة والأفكار الخلاقة التي تهدف إلى حصاره اقتصادياً، من حركة المقاطعة الاقتصادية، والوقوف الشعبي بوجه حالات التطبيع ونبذها، والاحتضان الشعبي للمقاومين اضافة الى الفشل الذي يصيب كل مخطط للاحتلال واتباعه في المنطقة. لكل ذلك يحق لنا اليوم ان نتطلع للخلاص من الاحتلال، ودون خوف نعلي سقف التوقعات، وبأننا جادون لتحرير القدس وجها فلسطين الوطن الذي ينعم بحريته غير المجزوءة، ربما هي شهور او بضع سنوات كي تتحقق النبوءة ونرى فجر الحرية يبزغ فوق ارضنا.

علمتنا فلسطين أن أملها ينتصر على ألمها، ونهارها على ليلها. لأنها مدرسة فاضلة يستلهم منها العالم العبر والعظات. فلسطين رحلة طيبة بين السماء والأرض رغم الألم توتي أكلها كل حين بإذن ربها. فلسطين حزن وصمود وضياء. أكثر من سبعين سنة وهي تقاوم وتقلبت بين النكبة والنكسة و”طوفان الأقصى”. كتبوا التاريخ والملاحم بدمائهم. تعرضوا للتشريد والقتل والقصف والحروب والمجازر. ورفعوا شعار الأمل: سنرد ما أخذ منا، وستكون القدس عاصمة لنا. الفلسطينين لا يبالون بصفقة القرن وشبيهاتها، لأن استرجاعها قضية عقدية، فالجراح تضمد والعدالة إيمان راسخ، والصمود والمقاومة إصرار. لأن الألم يسقى بدماء الشهداء وتحيي بذرة الأمل. لقد انكشف المستور، وتعرى العدوان وحلفاؤه، وسقطت أقنعة الديمقراطية، وفلسفة الأنوار، وحقوق الإنسان، وأحيت القضية الفلسطينية العظام وهي رميم.

واخيراً لن يهزم شعب يعتبر نفسه مشاريع شهادة من أجل طرد الاحتلال الصهيوني. ويعتمد التنشئة والتربية في الرقي كما قال درويش “نربي الأمل”. ويقول السياب “لك الحمد مهما استطال البلاء ومهما استبد الألم”. أما الاحتلال فقد أوهى قرنه الوعل. ورغم العسر فإن اليسر قادم، ولن يغلب عسر يسرين كما ورد في سورة الشرح “فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا”. صدق الله العظيم. كذلك على الجبهة الفلسطينية يجب أن تكون دائمًا عصية على الاختراق، قوية أمام الغير، واعية بأهمية الرأى العام العالمى فى دعمها حتى تظل القضية حية يشعر بها الجميع فى كل وقت وتدعمها الشرعية الدولية على نحو يختلف عما كانت عليه فى السابق، إذ لا بد من تسجيل المواقف والأحداث بلغة عصرية تجهض مخططات إسرائيل وأحلام نيتانياهو وأمثاله، وقديمًا قالوا: لا يضيع حق وراءه مطالب.

شاهد أيضاً

منتخبنا الوطني يفتتح مشوار خليجي 26 بفوز ثمين على الشقيق اليمني

تمكن منتخبنا الوطني، مساء اليوم الأحد، من الفوز على نظيره اليمني بهدف نظيف في المباراة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *