اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي، صباح اليوم الإثنین، لدى استقباله جمعا من المسؤولين والمعنيين بشؤون الحج في ايران وحشدا من حجاج بيت الله الحرام ، ان حج هذا العام هو حج البراءة .
وفي هذا اللقاء الذي بدا بترديد تلبية الحج :
لَبَّیك الّلهُمَّ لَبَّیك، لَبَّیك لاشَریك لَك لَبَّیك، إنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَك وَالْمُلك، لاشَریك لَك لَبَّیك
واكد قائد الثورة ان ما يحدث في غزة اليوم سيخلد في التاريخ، فالاعتداءات الصهيونية الوحشية والقمع وفي نفس الوقت مقاومة أهل غزة، كل منها مؤشر سيخلد في التاريخ، وهي مؤشرات عظيمة ستبين الطريق للبشرية.
واستطرد قائلا: ما يحدث اليوم في غزة وفلسطين من اعتداءات وحشية للكلاب الصهيونية المسعورة ومصاصي الدماء الصهاينة، من جهة، ومظلومیة ومقاومة أهل غزة المسلمین من جهة أخرى، كل منهما يشكل مؤشرا ضخما سيبقى في التاريخ وهي مؤشرات مهمة من شأنها أن تبيّن الطريق إلى مستقبل البشرية.
وتابع: حجنا هذا العام هو حج البراءة حسب تعاليم سيدنا إبراهيم وطبعاً منذ بداية الثورة الاسلامية كان هناك حج البراءة، ويجب أن تظل، لكن حج هذا العام هو حج البراءة بشكل خاص.
وأوضح قائد الثورة: إن النبي إبراهيم الرئوف والرحیم والودود کان يشفع في قوم لوط ويستغفر للعاصين وكان يرى أنه لا بد من الإحسان إلى الكفار غير المحاربین لكنه في إحدى الحالات يقف ثابتا ويعلن براءته ویقول : “إِنَّا بُرَآءُ مِنکُمْ” و “وَبَدَا بَیْنَنَا وَبَیْنَکُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ” .
وقال قائد الثورة متسائلا: ولكن من هم الذين اعلن النبي إبراهيم براءته منهم؟
وأوضح ردا علی السؤال : «إِنَّمَا یَنْهَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِینَ قَاتَلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَأَخْرَجُوکُم مِن دِیَارِکُمْ وَظَاهَرُوا عَلَیٰ إِخْرَاجِکُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ».
وأردف قائلا: من في العالم اليوم يضمر العداء للمسلمين ويقاتلهم ویحاربهم ويقتلهم؟ ومن يُخرج نساء المسلمين ورجالهم وأطفالهم من ديارهم وأراضيهم؟ وهل يمكن وصف العدو الصهيوني في القرآن بشكل أوضح من هذا؟.
واعتبر سماحته، الکیان الصهيوني ومن يساعده بأنهم مثال واضح على هذا الوصف القرآني وتساءل: لولا مساعدة أمريكا، هل ستکون لدى الکیان الصهيوني القوة والشجاعة لمعاملة المسلمين، رجالا ونساء وأطفالا، بهذه الطريقة الوحشية في تلك البيئة المحدودة ؟.
واكد قائلا : لا يمكن التعامل مع العدو ومرتكبي القتل وداعمي القتل ومن يهدمون بيوت الناس ومن يدعمون هادمي البيوت بلين وفي هذا الاطار تقول الآية الكريمة: «وَمَن یَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِك هُمُ الظَّالِمُونَ».
وأضاف قائد الثورة: ومن مد لهم يد الصداقة فهو ظالم، والقرآن يقول: «أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ».
واستطرد قائلا: من العناصر الأساسية في الحج مسألة الوحدة والتأزر والتواصل مع المسلمين ويجب على المسلمين أن يقتربوا من بعضهم البعض، ويعرفوا بعضهم البعض، ويفكروا معا، ويتخذوا القرارات معا. نريد من المسلمين أن يقرروا معا، اجتمعوا ليكون لهذا الاجتماع والوحدة نتيجة طيبة للعالم الإسلامي والإنسانية، وطبعاً مقدمته هو التفاهم؛ بعيدا عن الجنسیات والانقسامات الدينية والطائفية.