إنتصار الماهود ||
لا يخفى على الكثيرين من متابعي الأحداث الاخيرة على الساحة الدولية، وخاصة حرب غزة ما يحدث من تظاهرات، فقد شهدت الدول الغربية ومنذ بداية حرب الطوفان، تظاهرات شعبية واسعة منددة بالعداون الإسرائيلي، والإبادة الجماعية والتجويع الذي يمارسه الكيان بحق ساكني غزة، ولم تقتصر التظاهرات على المدن بل إمتدت ومنذ فترة لتشمل الجامعات والمعاهد الأمريكية مثل،( جامعة كولومبيا، يال، هارفرد، نيوكاسل، بريستول، شيفيلد، شيفيلد هالام)، والتي نصبت مخيمات إعتصام، وقادت تظاهرات منددة بالعدوان، إنطلقت أولا من جامعة كولومبيا، لتمتد للعديد من الجامعات الأمريكية، وقد تسبّبت هذه التظاهرات بخسارات مالية كبيرة للّوبيات الصهيونية، التي تمول هذه الجامعات وتفوق إستثماراتها ال 527 مليون دولار سنويا، تذهب الى الشركات التي تساهم في إنتهاك القانون الدولي.
ورغم قوة الإحتجاجات، تلك إلا أننا نرى أن الحكومة الأمريكية، لا تزال مصرة على دعم الكيان الزائل، رغم قوة التظاهرات وشمولها معظم المدن الأمريكيّة، متجاهلة بذلك كل الأعراف والقيم الإنسانية والمواثيق الدولية، بل إنها تجاوزت دستورها وقوانينها، التي تدعي زورا أنها تحمي بها الديمقراطية والحرية.
الواقع يختلف تماما عن إدعاءات أمريكا، فهي لا تزال تدعم الكيان بقوة السلاح والمال والاعلام والضغط الدولي، وتقف مع أكبر جريمة إبادة بشرية، تتعرض لها غزة، وهي بذلك إنتهكت جميع المواثيق والأعراف التي تحمي حقوق الإنسان، ومن الطريف مقارنة موقفها تجاه قانون مكافحة البغاء في العراق مع موففها من تظاهرات جامعاتها.
إن قانون البغاء في العراق، والذي وقفت بالضد منه، وتدخلت بشكل سافر في الشأن العراقي الداخلي، بعد إعلان قانون رقم 8 لمكافحة البغاء والشذوذ الجنسي، والذي أقره البرلمان العراقي بإجماع 170 نائبٍ عليه.
حيث أعربت العمة العجوز إلينا رومانوسكي، سفيرة دولة الشر في العراق، أنها ودولتها يشعران بالقلق إزاء قانون مكافحة البغاء، في تغريدة لها على منصة X، وأن الولايات المتحدة تشعر بالقلق العميق، إزاء هذا التشريع الذي يهدد حقوق الإنسان، والحريات الأساسية ويعرقل أعمال منظمات المجتمع المدني، وسيضر بالأعمال والنمو الإقتصادي في البلاد، ولمن يقرأ بين سطورها سيلاحظ أن الشمطاء هنا قد مررت رسائل تهديد مبطنة لبلادنا، كالتدخل في الدستور العراقي والقوانين المشرعة والتدخل في الحياة العامة للأفراد.
كذلك الإعتراف بصراحة بدعمها لمنظمات المجتمع المدني، والتي نعرف جيدا أن من تدعمه من المنظمات، ما هي الا منظمات ذات نشاطات مشبوهة، ولم تقدم للعراق أي خدمة أو مشروع فعلي، إنساني كان أو إجتماعي يتلاءم مع طبيعة المجتمع العراقي، وثقافته وتكوين نسيجه الإجتماعي، فوجود تلك المنظمات المدعومة أمريكيا، أخطر من إرهاب داعش وبدون مبالغة، وسنعرج على هذه النقطة لاحقا.
والرسالة الأخيرة التي تمررها هو التهديد غير المباشر لزعزعة الإقتصاد العراقي، ونحن نعرف جيدا أن المتحكم بالاقتصاد في العراق، هو سعر العملة، كون معظم التعاملات الداخلية والخارجية بالدولار الأمريكي، والإعتماد عليه يجعل العراق رهينا ولعبة طيعة بيد العم سام وعصابته وهو أمر مقلق بصراحة.
إذا لنعد لدور المنظمات المدعومة أمريكيا، والتي أعترفت العمة الحيزبون، أن أكثر من 3 مليون دولار، صرفت خلال سنة واحدة معظمها تبرعات من الحكومة الأمريكيّة، لتلك المنظمات إضافة للعديد من البرامج الشبابية والنسوية، وورش التدريب والتطوير والتي أصبح ضررها أخطر من داعش، فمن خلال هذه القنوات تمرر أمريكا كل ما تريد من أفكار هدامة، ضد الطبيعة البشرية وما خلقنا الله عليه والدين الإسلامي، والأعراف والتقاليد العربية الأصيلة، بإسم الحرية والديمقراطية وتمكين المرأة والنوع الإجتماعي والهوية الجندرية، وتلك المفردات أخطر بكثير من الأسلحة التقليدية، فلا تستغرب يوما إن رأيت الشباب والمراهقين في البلد، يتقبلون فكرة الشذوذ الجنسي أو تغيير الجنس ومخالفة الطبيعة البشرية، فالارضية لدينا مهيأة لتقبلها.
ولذلك حين نقارن بين ما تمارسه أمريكا، من قمع وتجاهل ضد مواطنيها، وطلابها الرافضين للإرهاب الاسرائيلي متجاهلة بذلك حقوقهم كمواطنين ودافعي ضرائب، وهم يرون أن أموالهم تصرف على حرب ظالمة عدوانية، ويرون حجم الانتهاكات التي يمارسها الكيان اللقيط ضد الفلسطينيين.
ومن جهة أخرى نراها تقف موقف الأسد المدافع، عن حقوق الشواذ والمثليين ومرتكبي المعاصى في العراق، أشد الدفاع وتنصب نفسها محامية ومدافعة عن حقوقهم، أي عدالة تلك وأي ديمقراطية مصطنعة هذه؟!.
مالكم كيف تحكمون؟!، وهل يعتبر التجاوز على خلق الله وفطرته السليمة، وتغيير الطبيعة البشرية ما يدخل ضمن قائمة الحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان، هل سيصحو الشباب العراقي من غفلتهم ويميزون جيدا بين الحق والباطل ويتبعون الحق؟!.
حبوبة إحنا سولفنا وكتبنا وشرحنا وتعبنا وفحطنا، حتى نوصل الكم المعلومة وبقت بكيف الله وبكيف عقولكم شلون إنتم تستوعبوها.