طالبت دارسة جديدة بمنع الأطفال من استخدام الهواتف الذكية حتى يبلغوا سن الـ 13 عامًا؛ ووسائل التواصل الاجتماعي حتى يبلغوا 18 عامًا.
ووفق “بيزنس إنسايدر”، الدراسة الجديدة أجريت بتكليف من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وصدرت في صورة تقرير مؤلف من 142 صفحة يوم الثلاثاء، بعد 3 أشهر من مطالبة الرئيس ماكرون لجنة من الخبراء بتقييم تأثير التعرض للشاشات على الشباب وتقديم توصيات بهذا الشأن.
وقال التقرير الذي يحمل عنوان “الأطفال والشاشات: بحثا عن الزمن الضائع”، إنه لا ينبغي السماح للأطفال بحيازة هواتف محمولة قبل سن 11 عاما، ويجب منعهم من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية مثل آيفون قبل أن يبلغوا 13 عاما.
وأضافت أنه بين 15 و18 عاما، يجب أن يكون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مقتصرا على النماذج من المراهقين الذين يتمتعون بما وصفته الدراسة بالتفكير الأخلاقي، أكثر من غيرهم بالمرحلة السنية نفسها.
أما بالنسبة للأطفال الصغار، فنصحت الدراسة بعدم تعريض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات لأي نوع من الشاشات، ونصحت بالانتقال إلى التعرض المعتدل والخاضع للرقابة فقط بعد سن 6 سنوات.
كما أصرت اللجنة المكلفة بالدراسة، على أن المقترحات التسعة والعشرين التي أصدرتها يجب أن تؤخذ ككل، وأنه سيكون من الخطأ النظر في عدد قليل منها فقط، فيما يخص تعامل الأطفال مع الهواتف الذكية ومنصات التواصل.
ورغم التكليف الرئاسي بالدراسة، إلا أن قصر الإليزيه لم يستجب على الفور لطلب التعليق لأي من وسائل الإعلام على نتائج الدراسة.
ولقد حاول صناع السياسات في جميع أنحاء العالم التعامل مع استخدام الأطفال للتكنولوجيا، بعضهم من خلال محاولة فرض حظر على الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي أو إجبار الأطفال على الحصول على موافقة الوالدين بحسب “بيزنس إنسايدر”.
إذ يمكن أن يكون لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير قوي على الشباب بشكل خاص، مما يؤدي في بعض الحالات إلى الانتحار والتعرض لمحتوى خطير.
وسبق أن وجدت دراسة حديثة أن الشباب الذين يمتلكون هواتف ذكية في المدارس الابتدائية أبلغوا عن تدهور صحتهم العقلية في مرحلة البلوغ.
والتقت اللجنة الفرنسية المكونة من 10 أعضاء مع ما يقرب من 150 شابًا وأجرت مقابلات مع أكثر من 100 من الخبراء والمهنيين، بما في ذلك المتحدثون باسم غوغل، وميتا، وتيك توك، وإكس، ويوتيوب، وسناب شات، وسامسونغ خلال عملهم على هذه الدراسة.
ودعت اللجنة الباحثين إلى مواصلة دراساتهم حول تأثير الشاشات على النمو العصبي للأطفال والخوارزميات التي تسبب الإدمان، قائلة إن فكرة “إدمان الشاشة” لم يعترف بها العلم بعد.
وقالت أيضًا إن الأطفال بحاجة إلى حماية أفضل من تكتيكات صناعة التكنولوجيا لجذب انتباههم واستغلال تحيزاتهم المعرفية.
وقالت اللجنة في بيان نقل جانب منه “بيزنس إنسايدر”، “لا يمكننا أن نقبل أن يصبح الأطفال سلعة، وأهدافًا لإخطارات لا نهاية لها، ملتصقين بأنظمة المكافأة التي صممها علماء السلوك بحيث لا تقاوم، مع تحول وقت الفراغ إلى رقمنة عالية”.
وأضافت، “حيثما يقع الأطفال فريسة لآليات التطويق، يجب علينا أن نرفضها”.
وقالت أيضًا إن النتائج التي توصلت إليها تهدف إلى أن تكون خطوة أولى نحو ظهور سياسة عامة “هجومية” و”متماسكة” ضد سطوة الرقمنة.