تتصاعد موجة الاحتجاجات الطلابية منذ أسبوعين في الولايات المتحدة الأميركية وعدّة دول أوروبية، نصرةً لفلسطين المحتلة، وتنديداً بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة.
ونصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في مكسيكو (العاصمة الفيدرالية للمكسيك) خياماً أمام “جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة”، أكبر جامعة في البلاد، تضامناً مع الطلاب المحتجّين في الولايات المتّحدة.
ووضع الطلاب فوق مخيّمهم الاحتجاجي أعلاماً فلسطينية وردّدوا شعارات من بينها “عاشت فلسطين حرّة”، و”من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر”.
ورفع المحتجّون عدّة مطالب، من بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع “إسرائيل”.
احتجاجات في جامعة لوزان السويسرية
وإلى سويسرا، حيث سيطر عشرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين على قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة أنباء “كيستون-ايه تي اس”.
وقال المنظمون في بيان إنّ التحرّك “يتبع مثال التعبئة في الجامعات في كندا والولايات المتحدة وفرنسا”.
وأضاف المشاركون في بيانهم أنّ “تحرّكنا عفوي وليس له قائد أو زعيم”، موضحين أنّ “الأشخاص الذين يسيطرون على المبنى الجامعي يرفضون أن يكونوا متواطئين في الإبادة الجماعية الاستعمارية التي يرتكبها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي”.
ودعوا “الجميع إلى الانضمام إليه”، كما دعوا “أعضاء الجامعات والكليات الأخرى إلى التعبئة أيضاً”.
أعرق الجامعات الفرنسية تنتفض
وأعلنت جامعة سيانس بو الفرنسية العريقة أنّها ستغلق ليوم واحد فرعها الرئيسي في باريس بعد أن سيطر طلاب محتجّون مؤيّدون للفلسطينيين على مبان جديدة في حرم الجامعة.
وفي رسالة تلقاها موظفوها، مساء الخميس، قال قسم الموارد البشرية في “معهد العلوم السياسية في باريس” (سيانس بو) إنّ المباني الواقعة في وسط العاصمة الفرنسية ستظل مغلقة الجمعة 3 أيار/مايو.
وفي سيناريو مشابه للاحتجاجات التي هزّت عدد من كبريات الجامعات في الولايات المتحدة، نظّم طلاب في جامعة سيانس بو مؤيدون للفلسطينيين تحرّكات عديدة احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على غزة والأزمة الإنسانية التي نتجت عنها في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ودعت “لجنة فلسطين” في سيانس بو إدارة الجامعة إلى “إدانة واضحة لممارسات إسرائيل”، و”إنهاء أيّ تعاون” مع أيّ من المؤسسات والكيانات المتهمة بالضلوع في القمع المنظّم للشعب الفلسطيني.
التوتر متواصل في جامعة كولومبيا
وفي الولايات المتحدة، وصل التوتر بين إدارة جامعة كولومبيا والطلبة المحتجين على العدوان الإسرائيلي على غزة إلى حد دخول العشرات من أفراد شرطة نيويورك إلى حرم الجامعة لإزالة مخيم احتجاجي وإلقاء القبض على متظاهرين سيطروا على أحد المباني الدراسية.
وكانت هذه هي المرة الثانية خلال أسبوعين التي تدعو فيها إدارة الجامعة الشرطة للسيطرة على الاحتجاجات. ومنعت الإدارة طلبة من دخول فصولهم الدراسية وهددتهم بالفصل من الجامعة. وتتمركز الشرطة الآن على مدار الساعة في الحرم الجامعي.
وفي داخل جامعة كاليفورنيا – بيركلي على بعد نحو 4800 كيلو متر، يواصل الطلبة حتى الآن تنظيم مظاهراتهم دون إلقاء القبض على أي منهم أو تعطيل الدراسة.
وفي وقتٍ سابق، أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنّ هذه التحركات لن تجعله يعيد النظر في السياسات الأميركية في الشرق الأوسط.
وأضاف بايدن، في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض، أنّ الاحتجاجات الجامعية تضع الحق في التعبير وسيادة القانون “على المحك”، مشيراً إلى “ضرورة التمسك بكليهما”.
وزعم الرئيس الأميركي أنّ المحتجين يُقْدِمون على تخريب الممتلكات وتهديد الناس، مشيراً إلى أنّ ذلك “ليس تظاهراً سلمياً”، بل “انتهاك للقانون”.
وتحدّثت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية عن “العبء الكبير” الذي يمكن أن يشكّله استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على معركة بايدن الانتخابية، والتي يسعى للحصول فيها على ولاية ثانية.