مجرد احلام….!

حسن العامري ||

عندما دخلت كلية العلوم السياسيه ،كنت شابا متلهفا جدا لاقتحام عالم السياسه لسببين اولهما الهروب من حياة الامراض والاوبئه والصحة والامراض والاشعة والسونار الى عالم اخر مختلف تماما يقربني من حلم رفع اسم بلدي بين دول العالم ،لم اكن اعتني بمنصب او وظيفه ولكن كان جل همي وهمتي في موضع بلدي العراق بين البلدان ،فكثيرا ما تغنينا بأسم العراق كما اغتنى اخرون من خيره .
ولكن حينما دخلت عالم السياسه وجدتها عباره عن جحور ودهاليز كما جحور الجرذان ودهاليز كدهاليز المقابر !! ووجدت فيها عالم مختلف تماما عن مااعتقدته او مارسمته مخيلتي في شبابي وايام دراستي !! لقد وجدت عالم لايعرف شيئا عن مصطلحات الفضيله التي نعرفها في الحياة الاجتماعيه ..فكل يبحث عن مصالح خاصه قد تستند تلك المصالح على تعاسة شعب كامل وقد تسرق احلامه وتطلعاته في العيش الكريم ،كل يقول ما لايفعل وكل يفعل مايخدم مصالحه وتطلعاته، فليس فيها اي من معاني الشعارات المرفوعه والمعلنه ..فمن يرفع شعار الحريه قد يتجه ليرهن نفسه وشعبه ومستقبل بلده لغيره ،لضمان استمراره بمنصبه مادام ذلك العدو متحكم في شروط البقاء..ومن يرفع شعار خدمة الشعب وتوفير الخدمات وجدته اول من يتاجر بمشاريع الخدمه ليقبض ثمنه ويسلمها لاي من يدفع اعلى، وليفعل مايحلو له ، فالجسر الذي بنوه سقط وشبكات الصرف التي نفذتموها انغلقت والكهرباء التي ادعيتم استيرادها قطعت والماء الذي وفرتموه اشتريناه من دوار ماء الارو الذي صدع رؤسنا ..
كما اني وجدت الكثير من التكتلات التي تربطها روابط مختلفه اولها المصالح وثانيها المفاسد بمختلف اشكالها فهي باتت روابط متينه تبقي شخوصها متقاربين ومترابطين مادامت مصالحهم مشتركه ..فتسيدت بائعات الهوى للواجهه وعلت الفروج السروج…حتى اصبحن حديثا لتسلية المتسامرين في جلسات السمر .
كل يجتذبك نحوه ليس حبا بك ولكن طمعا بجمهورخلفك مادام هنالك امكانيه لسرقة اصواتك ..عالم الديمقراطيه العراقيه عالم غريب ومختلف عن اي عالم اخر فليس للديمقراطيه التي تخدم الشعب وترفع مكانة البلد عاليا من وجود حقيقي، وليس للاخلاص بخدمه الشعب من مكان مادامت هنالك طرق ملتويه للفوز..
فمرت سني العمر سريعا دونما اجد ايا من احلامي لتبقى مجرد احلام ..

Check Also

محافظ بغداد: ادرجنا 169 مشروعاً إلى الإحالة والتعاقد

أكد محافظ بغداد عبد المطلب العلوي، اليوم السبت، تصاعد وتيرة العمل والإنجاز في خمسة مشاريع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *