إنطلقت، اليوم السبت، أعمال مؤتمر بغداد الدولي الرابع للمياه تحت شعار (نحو مستقبل مائي أفضل: معا نستطيع) برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وبإشراف وزير الموارد المائية عون ذياب، والذي يستمر لثلاثة أيام في فندق بابل وسط العاصمة بغداد، وبمشاركة وفود عربية وأجنبية ومنظمات أممية ودولية بينها مبادرة (السلام الأزرق) المرتبطة بوكالة التنمية والتعاون السويسرية.
وبحسب وزارة الموارد المائية فأن المؤتمر هو محفل دولي علمي مهني ووطني لحشد الجهود واستنباط الإجراءات الإدارية والعلمية والفنية لدعم العراق دولياً وعلمياً وفنياً في مجال الحفاظ على حقوقه التاريخية والجغرافية والشرعية وحتى الوطنية والأخلاقية في الحصول على استحقاقه من المياه الواردة من دول الجوار.
ويقول المتحدث باسم الوزارة خالد شمال، إن العراق يتلقى المياه من دول الجوار (تركيا، إيران، سوريا)، وبالتالي لا توجد اتفاقيات واضحة وملزمة مع هذه الدول، مما يتطلب استثمار وتسخير جميع الجهود المطلوبة لتأمين إيرادات المياه للعراق، مشيراً إلى أن من ضمن هذه الجهود هي المؤتمرات الدولية التي يتم من خلالها مشاركة السفراء والعلماء والمختصين بإدارة الموارد المائية بجميع دول الجوار المائي، بالإضافة إلى مشاركة منظمات المجتمع المدني والدوائر العلمية والمؤسسات المعنية بإدارة المياه المحلية والدولية، وبالتالي محصلة هذه المحاور تدعم جهود العراق التاريخية بالحفاظ على حقوقه من المياه.
وزراء وسفراء
ويشير شمال إلى أن من بين الوفود التي حضرت وسوف تحضر المؤتمر لها تمثيل على مستوى وزراء الماء ووزراء دول الجوار المائي والسفراء أيضاً والشخصيات ووكلاء الوزارات والوكلاء العامين ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات علمية من داخل وخارج العراق, منوها إلى أن الوزارة شكلت منذ انتهاء المؤتمر السابق سكرتارية المؤتمر، كما شكلت مجموعة لجان علمية ولجان تحضيرية والإعلام ولجنة العلاقات، وجميع هذه اللجان شبه دائمة الانعقاد منذ المؤتمر الثالث السابق الذي انعقد في بغداد، حيث أخذت هذه اللجان على عاتقها التنسيق لضمان إقامة هذا المؤتمر بالصورة والكيفية والشكل الذي يليق ببلاد الرافدين.
السلام الأزرق
وتشارك مبادة السلام الأزرق الدولية بشكل فعال في المؤتمر، حيث ستستعرض أهم الإنجازات التي قامت بها خلال الأربعة عشر عاما الماضية لتقريب وجهات النظر لإحلال السلام بين الدول المتشاطئة في منطقة الشرق الأوسط، وتقاسم المياه بشكل عادل.
وإنطلقت المبادرة من مونترو في سويسرا في شباط/ فبراير عام 2010، بهدف تحويل المياه من مصدر محتمل للصراع إلى أداة للتعاون والسلام، وهي تحولت إلى آلية تعاون مائي تديرها دول الإقليم، بقيادة جماعية من العراق والأردن ولبنان وتركيا.
ومنذ تأسيسها نظمت المبادرة زيارات ميدانية إلى الأحواض العابرة للحدود في جميع أنحاء العالم، مثل أنهار الراين وميكونغ والسنغال والنيل وغيرها، للاستلهام من تجارب التعاون الإقليمي الناجحة في الأحواض المشتركة، كما أقامت العديد من المؤتمرات وأصدرت التقارير بشأن فوائد التعاون في مجال المياه العابرة للحدود، ونظّمت برنامج تدريب حول الأساليب الحديثة لتحسين كفاءة استخدام مياه الري في عدد من مدن العالم، كما ساهمت في تحسين مستوى التعاون في حوض نهر دجلة، عبر الحوار المتعدد المستويات بين تركيا والعراق، ولا سيما على صعيد إنشاء محطات المراقبة وتبادل البيانات بين البلدين.
أوراق بحثية
وفي السياق أعلنت وزارة الموارد المائية العراقية أمس تسلم الأوراق البحثية والتطبيقية للباحثين والمختصين في شؤون المياه والمنظمات المختصة بالموارد المائية والشركات، مشيرة إلى أن بأمكان الباحثين ارسال اوراقهم البحثية ومشاركتهم عبر البريد الاليكتروني المخصص لهذا الغرض شريطة ان يكون البحث غير منشور مسبقاً.